وصف و معنى و تعريف كلمة فمنذ:


فمنذ: كلمة تتكون من أربع أحرف تبدأ بـ فاء (ف) و تنتهي بـ ذال (ذ) و تحتوي على فاء (ف) و ميم (م) و نون (ن) و ذال (ذ) .




معنى و شرح فمنذ في معاجم اللغة العربية:



فمنذ

جذر [منذ]

  1. مُنذ: (حرف/اداة)
    • حرف جرّ مبنيّ على الضمّ ، يدخل على اسم الزمان فيكون بمعنى ( مِنْ في ) إن كان الزمان حاضرًا ، وبمعنى ( من )( إلى ) إن كان الزمان معدودًا
    • ظرف في محلّ نصب إذا تلاه جملة فعليّة أو اسميّة وتكون الجملة بعده في موضع جرّ بالإضافة إليه
    • اسم يعرب مبتدأ إذا دخل على اسم مرفوع ، وقيل ظرف زمان خبر ، والمرفوع بعده مبتدأ مؤخَّر ما رأيته منذ يومين : أمدُ انقطاع الرُّؤية يومان
,
  1. مِلاصُ
    • ـ مِلاصُ : الصَّفا الأبيضُ ، وقَلْعَةٌ بِسواحِلِ جَزيرةِ صِقِلِّيَةَ . وجاريةٌ ذاتُ شِماسٍ ومِلاصٍ في الشِّينِ .
      ـ مَلَصَ بسلْحِهِ : رَمَى به .
      ـ مَلِصَ : سَقَطَ مُتَزَلِّجاً .
      ـ رِشاءٌ مَلِصٌ : تَزْلَقُ الكَفُّ عنه .
      ـ يا ابنَ مَلاَّصٍ : شَتْمٌ .
      ـ رجلٌ أمْلَصُ الرأسِ : أثْلَطُهُ .
      ـ سَيْرٌ إمْلِيصٌ : سريعٌ .
      ـ مَلِصَةُ : الأَطُومُ من السَّمَكِ .
      ـ أمْلَصَتْ : ألْقَتْ ولدَهَا مَيِّتاً ، وهي مُمْلِصٌ ، فإنِ اعْتَادَتْهُ ، فمِمْلاصٌ ،
      ـ أمْلَصَ الشيءُ : أُزْلِقَ .
      ـ ألْقَتْهُ مَلِيصاً ومَلِيطاً : يقالُ إذا ألْقَتْ ولدَها .
      ـ تَمَلَّصَ : تَخَلَّصَ .
      ـ انْمَلَصَ : أفْلَتَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  2. مَغْرَةُ
    • ـ مَغْرَةُ ومَغَرَةُ : طينٌ أحْمَرُ .
      ـ مُمَغَّرُ : المَصْبُوغُ بها .
      ـ بُسْرٌ مُمَغِّرٌ : لَوْنُهٌ كَلَوْنها .
      ـ أمْغَرُ : جَمَلٌ على لَوْنِها .
      ـ مَغَرُ ومُغْرَةُ : لَوْنٌ لَيْسَ بِناصِعِ الحُمْرَةِ ، أو شقْرَةٌ بكُدْرَةٍ .
      ـ أمْغَرُ : الأَحْمَرُ الشَّعَرِ والجِلْدِ ، والذي في وجْهِهِ حُمْرَةٌ في بَياضٍ صافٍ .
      ـ لَبنٌ مَغِيرٌ : أحْمَرُ يُخالِطُهُ دَمٌ .
      ـ أمْغَرَت : احْمَرَّ لَبَنُها ، وهي مُمْغِرٌ ، فإن كانَتْ مُعْتادَتَها ، فمِمْغارٌ .
      ـ نَخْلَةٌ مِمْغارٌ : حَمْراءُ التَّمْرِ .
      ـ مَغَرَ : ذَهَبَ ، وأسْرَعَ .
      ـ مَغْرَةُ : المَطَرَةُ الصالحَةُ ، أوِ الخَفيفَةُ ، أو الضَّعيفَةُ ، وموضع بالشام لِبَنِي كَلْبٍ .
      ـ أوْسُ ابنُ مَغْراءَ السَّعْدِيُّ : من شَعَراءِ مُضَرَ .
      ـ مَغْرانُ : رجُلٌ .
      ـ ماغِرَةُ : موضع .
      ـ أمْغَرْتُه بالسَّهْمِ : أمْرَقْتُه .
      ـ قولُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ لِجَريرٍ : مَغِّرْنا : أنشِدْنا كلِمَةَ ابنِ مَغْراءَ .

    المعجم: القاموس المحيط

  3. نَغَرَ
    • ـ نَغَرَ ونَغِرَ عليه نَغَرَاً ونَغَراناً وتَنَغَّرَ : غَلا جَوْفُه ، وغَضِبَ ، وهو نَغِرٌ ،
      ـ نَغَرَتِ الناقَةُ : ضَمَّتْ مُؤْخِرَها فَمَضَتْ ،
      ـ نَغَرَ القِدْرُ : فارَتْ .
      ـ امرأةٌ نَغِرَةٌ : غَيْرَى .
      ـ نَغَّرَ بها تَنْغيراً : صاحَ بها ،
      ـ نَغَّرَ الصَّبِيَّ : دَغْدَغَهُ .
      ـ نُغَرُ : البُلْبُلُ ، وفِراخُ العَصافيرِ ، وضَرْبٌ من الحُمَّر ، أو ذُكورُها ، ج : نِغْرانٌ ، وبتَصْغيرِها جاءَ الحديثُ : ‘‘ يا أبا عُمَيْر ، ما فَعَلَ النُّغَيْر ’‘، وأولاد الحَوامِلِ إذا صَوَّتَتْ .
      ـ نَغِرَ من الماءِ : أكثَرَ .
      ـ أنْغَرَتِ البَيْضَةُ : فَسَدَتْ ،
      ـ أنْغَرَتِ الشاةُ : احْمَرَّ لَبَنُها ، أو نَزَلَ مع لَبَنِها دَمٌ ، وهي مُنْغِرٌ ، وإذا اعْتادَتْ ، فَمِنْغارٌ .
      ـ جُرْحٌ نَغَّارٌ : يَسيلُ منه الدمُ .
      ـ يَحْيَى بنُ نُغَيْرٍ : صحابِيٌّ ويقالُ ابنُ نُفَيْرٍ .
      ـ تَنَغَّرَ عليه : تَنَكَّرَ ، أو تَذَمَّرَ .
      ـ نَغَرُ : عَيْنُ الماءِ المِلْحِ .
      ـ تَناغُرُ : التَّناكُرُ .

    المعجم: القاموس المحيط

  4. مَهْلُ
    • ـ مَهْلُ ومَهَلُ ومُهْلَةُ : السَّكينَةُ والرِّفْقُ .
      ـ أمْهَلَهُ : رَفَقَ به .
      ـ مَهَّلَهُ تَمْهِيلاً : أجَّلَهُ .
      ـ تَمَهَّلَ : اتَّأَدَ .
      ـ يقالُ : مهلاً يا رجُلُ ، وكذا للْأُنْثَى والجمعِ : بمعنى أمْهِلْ .
      ـ تَقُولُ مُجِيباً : لا مَهَلَ واللهِ ،
      ـ لا تَقُولُ : لا مَهْلاً واللهِ ،
      ـ تقول : ما مَهْلٌ ـ والله ـ بِمُغْنِيَةٍ عنكَ .
      ـ رُزِقَ مَهْلاً : رَكِبَ الخَطايا فَمُهِّلَ ولم يُعْجَلْ .
      ـ مُهْلُ : اسْمٌ يَجْمَعُ مَعْدِنِيَّاتِ الجَواهِرِ كالفِضَّةِ والحديدِ ونحوِهِما ، والقَطِرانُ الرَّقيقُ ، كالمُهْلَةِ ، وما ذابَ من صُفْرٍ أو حديدٍ ، والزَّيْتُ ، أو دُرْدِيُّهُ ، أو رَقيقُه ، وما يَتَحاتُّ عن الخُبْزَةِ من الرَّمَادِ والجَمْرِ ، والسَّمُّ ، والقَيْحُ ، وصَدِيدُ المَيِّتِ ، كالمَهْلِ والمَهَلِ والمُهْلَةِ والمِهْلَةِ والمَهْلَةِ والمَهَلَةِ .
      ـ مَهَلَ البعيرَ : طَلاهُ بالخَضْخَاضِ ،
      ـ مَهَلَ الغَنَمُ : رَعَتْ على مَهْلِهَا .
      ـ مَهَلُ : التَّقَدُّمُ في الخيرِ ، كالتَّمَهُّلِ ، وأسْلافُ الرجُلِ المُتَقَدِّمُونَ .
      ـ مُهْلَةُ : العُدَّةُ .
      ـ أخَذَ على فلانٍ المُهْلَةَ : إذا تقَدَّمَهُ في سِنٍّ أو أدَبٍ .
      ـ أمْهَلَ : بالَغَ وأعْذَرَ .
      ـ ماهِلُ : السريعُ ، والمُتَقَدِّمُ .
      ـ أبو مَهَلٍ : عُرْوَةُ بنُ عبدِ اللهِ الجُعْفِيُّ من تابعِ التابعينَ .
      ـ اسْتَمْهَلَهُ : اسْتَنْظَرَهُ .
      ـ أمْهَلَهُ : أنْظَرَه .
      ـ اتْمَهَلَّ اتْمِهْلاَلاً : اعْتَدَلَ وانْتَصَبَ .
      ـ اتْمِهْلاَلُ : سكونٌ وفتورٌ .

    المعجم: القاموس المحيط

  5. فمِنهم مُقتصد
    • موفٍ بعهده . شاكر لله
      سورة : لقمان ، آية رقم : 32

    المعجم: كلمات القران

    - انظر التحليل و التفسير المفصل

  6. فمّم الجرّاح وعاءين دمويين
    • لحمهما .

    المعجم: عربي عامة

  7. فمهّل الكافرين
    • فلا تـَستَعجـِلْ بالانتقام منهمْ
      سورة : الطارق ، آية رقم : 17

    المعجم: كلمات القران - انظر التحليل و التفسير المفصل

  8. فمَّمَ
    • فمَّمَ يفمِّم ، تفميمًا ، فهو مُفمِّم ، والمفعول مُفمَّم :-
      فمَّم الجرّاحُ وعاءين دمويين لحمهما .

    المعجم: اللغة العربية المعاصر



  9. فمم
    • " فُمَّ : لغة في ثُمَّ ، وقيل : فاء فمّ بدل من ثاء ثمّ .
      يقال : رأَيت عَمراً فُمَّ زيداً وثم زيداً بمعنى واحد .
      التهذيب : الفراء قبَّلها في فُمّها وثُمِّها .
      الفراء : يقال هذا فَمٌ ، مفتوح الفاء مخفف الميم ، وكذلك في النصب والخفض رأَيت فَماً ومررتُ بفَمٍ ، ومنهم من يقول هذا فُمٌ ومررت بفُمٍ ورأَيت فُماً ، فيضم الفاء في كل حال كما يفتحها في كل حال ؛ وأما بتشديد الميم فإنه يجوز في الشعر كما ، قال محمد بن ذؤيب العُماني الفُقَيْمي : يا لَيْتَها قد خَرَجَتْ مِن فُمِّه ، حتَّى يَعُودَ المُلْكُ في أُسْطُمِّ ؟

      ‏ قال : ولو ، قال من فَمِّه ، بفتح الفاء ، لجاز ؛ وأما فُو وفي وفا فإنما يقال في الإضافة إلا أن العجاج ، قال : خالَط مِن سَلْمَى خَياشِيمَ وف ؟

      ‏ قال : وربما ، قالوا ذلك في غير الإضافة وهو قليل .
      قال الليث : أما فو وفا وفي فإن أَصل بنائها الفَوْه ، حذفت الهاء من آخرها وحملت الواو على الرفع والنصب والجر فاجترّت الواو صروف النحو إلى نفسها فصارت كأنها مدة تتبع الفاء ، وإنما يستحسنون هذا اللفظ في الإضافة ، فأما إذا لم تُضَف فإن الميم تجعل عماداً للفاء لأن الياء والواو والألف يسقطن مع التنوين فكرهوا أن يكون اسم بحرف مغلق ، فعمدت الفاء بالميم ، إلا أن الشاعر قد يضطر إلى إفراد ذلك بلا ميم فيجوز له في القافية كقولك : خالط من سلمى خياشيم وفا الجوهري : الفم أَصله فَوْه نقصت منه الهاء فلم تحتمل الواو الإعراب لسكونها فعوض منها الميم ، فإذا صغَّرت أو جمَعْت رددته إلى أَصله وقلت فُوَيْه وأَفْواه ، ولا تقل أَفماء ، فإذا نسبت إليه قلت فَمِيٌّ ، وإن شئت فَمَوِيٌّ يجمع بين العوض وبين الحرف الذي عوّض منه ، كما ، قالوا في التثنية فَمَوانِ ، قال : وإنما أَجازوا ذلك لأن هناك حرفاً آخر محذوفاً وهو الهاء ، كأَنهم جعلوا الميم في هذه الحال عوضاً عنها لا عن الواو ؛ وأنشد الأخفش للفرزدق : هُما نَفَثا في فيَّ مِن فَمَوَيْهما ، على النابِحِ العاوي ، أَشَدَّ رِجامِ قوله أَشد رجام أي أَشدَّ نَفْث ، قال : وحق هذا أن يكون جماعة لأن كل شيئين من شيئين جماعة في كلام العرب ، كقوله تعالى : فقد صغَتْ قلُوبكما ؛ إلا أنه يجيء في الشعر ما لا يجيء في الكلام ، قال : وفيه لغات : يقال هذا فَمٌ ورأَيت فَماً ومررت بِفَمٍ ، بفتح الفاء على كل حال ، ومنهم من يضم الفاء على كل حال ، ومنهم من يكسر الفاء على كل حال ، ومنهم من يعربه في مكانين ، يقول : رأَيت فَماً وهذا فُمٌ ومررت بِفِمٍ .
      قال الفراء : فُمَّ وثُمَّ من حروف النسق .
      التهذيب : الفراء أَلقَيْتُ على الأَديم دَبْغةً ، والدَّبْغة أن تُلقي عليه فَماً من دباغ خفيفة أي فَماً من دِباغ أي نَفْساً ، ودَبَغْتُه نَفْساً ويجمع أَنْفُساً كأَنْفُس الناس وهي المرة .
      "

    المعجم: لسان العرب

  10. مكث
    • " المُكْثُ : الأَناةُ واللَّبَثُ والانتظار ؛ مَكَثَ يَمْكُثُ ، ومَكُثَ مَكْثاً ومُكْثاً ومُكوثاً ومَكاثاً ومَكاثةً ومِكِّيثَى ؛ عن كراع واللحياني ، يمدّ ويقصر .
      وتَمَكَّثَ : مَكَثَ .
      والمَكِيثُ : الرَّزينُ الذي لا يَعْجَل في أَمره ، وهم المُكَثاءُ والمَكِيثون ، ورجل مَكِيثٌ أَي رَزِينٌ ؛ قال أَبو المُثَلَّمِ يعاتب صخراً : أَنَسْلَ بَني شِعارَةَ ، مَن لِصَخْرٍ ؟ فإِنِّي عن تَقَفُّرِكم مَكِيثُ قوله : عن تَقَفُّرِكم أَي عن أَن أَقتفي آثاركم ، ويروى عن تفقركم أَي أَن أَعْمَلَ بكم فاقِرَةً .
      والماكِثُ : المُنْتَظِرُ ، وإِن لم يكن مَكِيثاً في الرِّزانة .
      وقول الله عز وجل : فمَكُثَ غير بعيدٍ ؛ قال الفراء : قرأَها الناس بالضم ، وقرأَها عاصم بالفتح : فمَكَثَ ؛ ومعنى غيرَ بعيدٍ أَي غيرَ طويل ، من الإِقامة .
      قال أَبو منصور : اللغة العالية مَكُثَ ، وهو نادر ؛ ومَكَثَ جائزة وهو القياس .
      قال : وتَمَكَّثَ إِذا انتَظَر أَمْراً وأَقام عليه ، فهو مُتَمَكِّثٌ منتظِر .
      وتَمَكَّثَ : تَلَبَّث .
      والمُكْثُ : الإِقامةُ مع الانتظار والتَّلَبُّث في المكان ، والاسم المُكْث والمِكْثُ ، بضم الميم وكسرها .
      والمِكِّيثَى مثل الخِصِّيصَى : المُكْثُ .
      وسار الرجلُ مُتَمَكِّثاً أَي مُتَلَوِّماً .
      وفي الحديث أَنه توضَّأَ وضوءاً مَكِيثاً أَي بطيئاً مُتأَنّياً غيرَ مستعجل .
      ورجل مَكِيثٌ : ماكِث .
      والمَكيثُ أَيضاً : المُقيم الثابت ؛ قال كثير : وعَرَّسَ بالسَّكرانِ يَومَين ، وارتكَى يَجرُّ ، كما جَرَّ المَكِيثُ المُسافرُ "

    المعجم: لسان العرب

  11. مهل
    • " المَهْل والمَهَل والمُهْلة ، كله : السَّكِينة والتُّؤَدة والرِّفْق .
      وأَمْهله : أَنظره ورَفَق به ولم يعجل عليه .
      ومَهَّله تمْهِيلاً : أَجَّله .
      والاسْتِمْهال : الاستنظار .
      وتَمَهَّل في عمله : اتَّأَدَ .
      وكلُّ ترفُّقٍ تمَهُّل .
      ورُزِق مَهْلاً : رَكِب الذُّنوب والخَطايا فمُهِّل ولم يُعْجَل .
      ومَهَلَت الغنمُ إِذا رعت بالليل أَو بالنهار على مَهَلِها .
      والمُهْلُ : اسمٌ يجمع مَعْدِنِيَّات الجواهر .
      والمُهْل : ما ذاب من صُفْرٍ أَو حديد ، وهكذا فسر في التنزيل ، والله أَعلم .
      والمُهْل والمُهْلة : ضرْب من القَطِران ماهِيُّ رَقِيق يُشْبه الزيت ، وهو يضرِب إِلى الصفرة من مَهاوَتِه ، وهو دَسِم تُدْهَن به الإِبل في الشتاء ؛ قال : والقَطِران الخاثر لا يُهْنَأُ به ، وقيل : هو دُرْدِيُّ الزيتِ ، وقيل : هو العَكَر المُغْلى ، وقيل : هو رَقِيق الزيت ، وقيل : هو عامَّته ؛

      وأَنشد ابن بري للأَفوه الأَوْدِي : وكأَنما أَسَلاتُهم مَهْنوءةٌ بالمُهْلِ ، من نَدَبِ الكُلومِ إِذا جَرى شبَّه الدمَ حين يَبِس بِدُرْدِيّ الزيت .
      وقوله عز وجل : يُغاثوا بماء كالمُهْل ؛ يقال : هو النُّحاس المذاب .
      وقال أَبو عمرو : المُهْل دُرْدِيُّ الزيت ؛ قال : والمُهْل أَيضاً القَيْح والصَّدِيد .
      ومَهَلْت البعيرَ إِذا طليته بالخَضْخاض فهو مَمْهول ؛ قال أَبو وجزة (* قوله « قال ابو وجزة » في التهذيب زيادة لفظ : يصف ثوراً ).
      صافي الأَديم هِجان غير مَذْبَحِه ، كأَنه بِدَم المَكْنان مَمْهول وقال الزجاج في قوله عز وجل : يوم تكون السماء كالمُهْلِ ، قال : المُهْل دُرْدِيُّ الزيت ، قال الأَزهري : ومثله قوله : فكانت وَرْدةً كالدِّهانِ (* قوله « فكانت وردة كالدهان » في الازهري زيادة : جمع الدهن )، قال أَبو إِسحق : كالدِّهان أَي تَتَلوَّن كما يتلوَّن الدِّهان المختلفة ، ودليل ذلك قوله تعالى : كالمُهْل يَشْوي الوُجوه ؛ فدَعا بفِضة فأَذابها فجَعلتْ تَميَّع وتَلوَّن ، فقال : هذا من أَشبَهِ ما أَنتم راؤون بالمُهْل ؛ قال أَبو عبيد : أَراد تأْويلَ هذه الآية .
      وقال الأَصمعي : حدَّثني رجل ، قال وكان فصيحاً ، أَن أَبا بكر ، رضي الله عنه ، أَوْصى في مرضه فقال : ادفِنوني في ثَوْبَيَّ هذين فإِنهما للمَهْلةِ والتراب ، بفتح الميم ، وقال بعضهم : المِهْلة ، بكسر الميم ، وقالت العامرية : المُهْل عندنا السُّمُّ .
      والمُهْل : الصديد والدم يخرج فيما زعم يونس .
      والمُهْل : النحاس الذائب ؛

      وأَنشد : ونُطْعمُ من سَدِيفِ اللحْم شِيزى ، إِذا ما الماءُ كالمُهْلِ الفَرِيغِ وقال الفراء في قوله تعالى : وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً ؛ الكَثِيب الرمل ، والمَهِيل الذي يحرَّك أَسفله فيَنْهال عليه من أَعلاه ، والمَهِيل من باب المُعْتَلِّ .
      والمُهْل : ما يَتَحاتُّ عن الخُبزة من الرماد ونحوه إِذا أُخرِجت من المَلَّة .
      قال أَبو حنيفة : المُهْل بقيّة جَمْر في الرماد تُبِينُه إِذا حرَّكته .
      ابن شميل : المُهْل عندهم المَلَّة إِذا حَمِيت جدًّا رأَيتها تَمُوج .
      والمُهْلُ والمَهْلُ والمُهْلةُ : صديد الميت .
      وفي الحديث عن أَبي بكر ، رضي الله عنه : أَنه أَوْصى في مرضه فقال : ادفِنوني في ثوبيَّ هذين فإِنما هما للمُهْل التراب ؛ قال أَبو عبيدة : المُهْل في هذا الحديث الصديدُ والقيحُ ، قال : والمُهْل في غير هذا كلُّ فِلِزٍّ أُذِيبَ ، قال : والفِلِزُّ جواهرُ الأَرض من الذهب والفضة والنُّحاس ، وقال أَبو عمرو : المُهْل في شيئين ، هو في حديث أَبي بكر ، رضي الله عنه ، القيحُ والصديدُ ، وفي غيره دُرْدِيُّ الزيت ، لم يعرف منه إِلاَّ هذا ، وقد قدَّمنا أَنه روي في حديث أَبي بكر المُهْلة والمِهْلة ، بضم الميم (* قوله « بضم الميم » لم يتقدم له ذلك ) وكسرها ، وهي ثلاثَتُها القيحُ والصديدُ الذي يذُوب فيَسيل من الجسد ، ومنه قيل للنُّحاس الذائب مُهْل .
      والمَهَلُ والتمَهُّل : التقدُّم .
      وتمهَّل في الأَمر : تقدَّم فيه .
      والمُتْمَهِلّ والمُتْمَئلّ ، الهمزة بدل من الهاء : الرجلُ الطويلُ المعتدلُ ، وقيل : الطويلُ المنتصبُ .
      أَبو عبيد : التمَهُّل التقدُّم .
      ابن الأَعرابي : الماهِلُ السريع ، وهو المتقدِّم .
      وفلان ذو مَهَل أَي ذو تقدُّم في الخير ولا يقال في الشرِّ ؛ وقال ذو الرمة : كم فيهمُ من أَشَمِّ الأَنْفِ ذي مَهَلٍ ، يأْبى الظُّلامةَ منه الضَّيْغم الضاري أَي تقدُّمٍ في الشرَف والفضل .
      وقال أَبو سعيد : يقال أَخذ فلان على فلان المُهْلةَ إِذا تقدَّمه في سِنٍّ أَو أَدبٍ ، ويقال : خُذِ المُهْلةَ في أَمْرك أَي خذ العُدَّة ؛ وقال في قول الأَعشى : إِلا الذين لهم فيما أَتَوْا مَهَل ؟

      ‏ قال : أَراد المعرفةَ المتقدِّمة بالموضع .
      ويقال : مَهَلُ الرجلِ : أَسْلافُه الذين تقدّموه ، يقال : قد تقدّم مَهَلُك قبلك ، ورَحِم الله مَهَلَك .
      ابن الأَعرابي : روي عن عليٍّ ، عليه السلام ، أَنه لما لَقِيَ الشُّراة ؟

      ‏ قال لأَصحابه : أَقِلُّوا البِطْنةَ وأَعْذِبوا ، وإِذا سِرْتم إِلى العدوِّ فَمَهْلاً مَهْلاً أَي رِفْقاً رِفْقاً ، وإِذا وقعت العين على العين فَمَهَلاً مَهَلاً أَي تقدُّماً تقدُّماً ، الساكن الرفق ، والمتحرك التقدُّم ، أَي إِذا سِرْتم فَتَأَنَّوْا وإِذا لَقِيتم فاحمِلوا .
      وقال الجوهري : المَهَل ، بالتحريك ، التُّؤدة والتباطُؤ ، والاسم المُهْلة .
      وفلان ذو مَهَل ، بالتحريك ، أَي ذو تقدُّم في الخير ، ولا يقال في الشر .
      يقال : مَهَّلْته وأَمْهَلْته أَي سكَّنته وأَخَّرته .
      ومنه حديث رُقَيْقة : ما يبلُغ سَعْيُهم مَهَلَه أَي ما يبلُغ إِسراعُهم إِبطاءه ؛ وقول أُسامة بن الحرث الهذلي : لَعَمْري لقد أَمْهَلْت في نَهْي خالدٍ عن الشام ، إِمّا يَعْصِيَنَّك خالد أَمْهَلْت : بالغت ؛ يقول : إِن عصاني فقد بالغت في نهيه .
      الجوهري : اتْمَهَلَّ اتْمِهْلالاً أَي اعتدلَ وانتصَب ؛ قال الراجز : وعُنُق كالجِذْع مُتْمَهِلّ أَي منتصِب ؛ وقال القحيف : إِذا ما الضِّباعُ الجِلَّة انْتَجَعَتْهُم ، نَمَا النِّيُّ في أَصْلائها فاتْمَهَلَّتِ وقال معن بن أَوس : لُباخِيَّة عَجْزاء جَمّ عِظامُها ، نَمَتْ في نَعيمٍ ، واتْمَهَلَّ بها الجسم وقال كعب بن جعيل : في مكانٍ ليس فيه بَرَمٌ ، وفَرَاش مُتعالٍ مُتْمَهِلّ وقال حبيب بن المرّ ، قال العبدي : لقد زُوّج المردادُ بَيْضاءَ طَفْلةً لَعُوباً تُناغِيهِ ، إِذا ما اتْمَهَلَّتِ (* قوله « المرداد » هكذا في الأصل ).
      وقال عُقبة بن مُكَدّم : في تَلِيلٍ كأَنه جِذْعُ نخْلٍ ، مُتَمَهِلٍّ مُشَذَّبِ الأَكْرابِ والاتْمِهْلال أَيضاً : سكون وفتور .
      وقولهم : مَهْلاً يا رجل ، وكذلك للاثنين والجمع والمؤنث ، وهي موحدة بمعنى أَمْهِل ، فإِذا قيل لك مَهْلاً ، قلت لا مَهْلَ والله ، ولا تقل لا مَهْلاً والله ، وتقول : ما مَهْلٌ والله بمُغْنِيةٍ عنك شيئاً ؛ قال الكميت : أَقُولُ له ، إِذا ما جاء : مَهْلاً وما مَهْلٌ بَواعِظة الجَهُول وهذا البيت (* قوله « وهذا البيت إلخ » الذي في نسخ الصحاح الخط والطبع التي بأَيدينا كما أورده سابقاً وكذا هو في الصاغاني عن الجوهري فلعل ما وقع لابن بري نسخة فيها سقم ) أَورده الجوهري : أَقول له إِذ جاء : مهلاً وما مَهْل بواعظة الجهو ؟

      ‏ قال ابن بري : هذا البيت نسبه الجوهري للكميت وصدره لجامع بن مُرْخِيَةَ الكِلابيِّ ، وهو مُغَيَّر ناقص جزءاً ، وعَجُزه للكميت ووزنهما مختلفٌ : الصَّدْرُ من الطويل والعَجُز من الوافر ؛ وبيت جامع : أَقول له : مَهْلاً ، ولا مَهْلَ عنده ، ولا عنْدَ جارِي دَمْعِهِ المُتَهَلِّل وأَما بيت الكميت فهو : وكُنَّا ، يا قُضاع ، لكم فَمَهْلاً ، وما مَهْلٌ بواعِظة الجَهُولِ فعلى هذا يكون البيت من الوافر موزوناً ، وقال الليث : المَهْلُ السكينة والوَقار .
      تقول : مَهْلاً يا فلانُ أَي رِفْقاً وسكوناً لا تعجل ، ويجوز لك كذلك ويجوز التثقيل ؛

      وأَنشد : فيا ابنَ آدَمَ ، ما أَعْدَدْتَ في مَهَلٍ ؟ لله دَرُّكَ ما تأْتي وما تَذَرُ وقال الله عز وجل : فَمَهِّلِ الكافرين أَمْهِلْهُم ؛ فجاء باللغتين أَي أَنْظِرْهُمْ .
      "

    المعجم: لسان العرب



  12. منن
    • " مَنَّهُ يَمُنُّه مَنّاً : قطعه .
      والمَنِينُ : الحبل الضعيف .
      وحَبل مَنينٌ : مقطوع ، وفي التهذيب : حبل مَنينٌ إذا أخْلَقَ وتقطع ، والجمع أَمِنَّةٌ ومُنُنٌ .
      وكل حبل نُزِحَ به أَو مُتِحَ مَنِينٌ ، ولا يقال للرِّشاءِ من الجلد مَنِينٌ .
      والمَنِينُ الغبار ، وقيل : الغبار الضعيف المنقطع ، ويقال للثوب الخَلَقِ .
      والمَنُّ : الإعْياء والفَتْرَةُ .
      ومََنَنْتُ الناقة : حَسَرْتُها .
      ومَنَّ الناقة يَمُنُّها مَنّاً ومَنَّنَها ومَنَّن بها : هزلها من السفر ، وقد يكون ذلك في الإنسان .
      وفي الخبر : أَن أَبا كبير غزا مع تأَبَّطَ شَرّاً فمَنَّنَ به ثلاثَ ليالٍ أَي أَجهده وأَتعبه .
      والمُنَّةُ ، بالضم : القوَّة ، وخص بعضهم به قوة القلب .
      يقال : هو ضعيف المُنَّة ، ويقال : هو طويل الأُمَّة حَسَنُ السُّنَّة قوي المُنّة ؛ الأُمة : القامة ، والسُّنّة : الوجه ، والمُنّة : القوة .
      ورجل مَنِينٌ أَي ضعيف ، كأنَّ الدهر مَنَّه أَي ذهب بمُنَّته أَي بقوته ؛ قال ذو الرمة : مَنَّهُ السير أَحْمقُ أَي أَضعفه السير .
      والمَنينُ : القوي .
      وَالمَنِينُ : الضعيف ؛ عن ابن الأَعرابي ، من الأَضداد ؛

      وأَنشد : يا ريَّها ، إن سَلِمَتْ يَميني ، وَسَلِمَ الساقي الذي يَلِيني ، ولم تَخُنِّي عُقَدُ المَنِينِ ومَنَّه السر يَمُنُّه مَنّاً : أَضعفه وأَعياه .
      ومَنَّه يَمُنُّه مَنّاً : نقصه .
      أَبو عمرو : المَمْنون الضعيف ، والمَمْنون القويّ .
      وقال ثعلب : المَنينُ الحبل القوي ؛

      وأَنشد لأَبي محمد الأَسدي : إذا قَرَنْت أَرْبعاً بأَربعِ إلى اثنتين في مَنين شَرْجَعِ أَي أَربع آذان بأَربع وَذَماتٍ ، والاثنتان عرْقُوتا الدلو .
      والمَنينُ : الحبل القويّ الذي له مُنَّةٌ .
      والمَنِينُ أَيضاً : الضعيف ، وشَرْجَعٌ : طويل .
      والمَنُونُ : الموت لأَنه يَمُنُّ كلَّ شيء يضعفه وينقصه ويقطعه ، وقيل : المَنُون الدهر ؛ وجعله عَدِيُّ بن زيد جمعاً فقال : مَنْ رَأَيْتَ المَنُونَ عَزَّيْنَ أَمْ مَنْ ذا عَلَيْه من أَنْ يُضامَ خَفِيرُ وهو يذكر ويؤنث ، فمن أَنث حمل على المنية ، ومن ذَكَّرَ حمل على الموت ؛ قال أَبو ذؤيب : أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبه تَتَوَجَّعُ ، والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ ؟

      ‏ قال ابن سيده : وقد روي ورَيْبها ، حملاً على المنِيَّة ، قال : ويحتمل أَن يكون التأْنيث راجعاً إلى معنى الجنسية والكثرة ، وذلك لأَن الداهية توصف بالعموم والكثرة والانتشار ؛ قال الفارسي : إنما ذكّره لأَنه ذهب به إلى معنى الجنس .
      التهذيب : من ذكّر المنون أَراد به الدهر ؛

      وأَنشد بيت أَبي ذؤيب أَيضاً : أَمِنَ المَنُون ورَيْبه تَتَوَجَّعُ وأَنشد الجوهري للأَعشى : أَأَن رأَتْ رجلاً أَعْشى أَضرَّ به رَيْبُ المَنُونِ ، ودهْرٌ مُتبلٌ خبِل ابن الأَعرابي :، قال الشَّرْقِيّ بن القُطامِيِّ المَنايا الأحداث ، والحمام الأَجَلُ ، والحَتْفُ القَدَرُ ، والمَنُون الزمان .
      قال أَبو العباس : والمَنُونُ يُحْمَلُ معناه على المَنايا فيعبر بها عن الجمع ؛

      وأَنشد بيت عَدِيّ بن زيد : مَن رأَيْتَ المَنونَ عَزَّيْنَ أَراد المنايا فلذلك جمع الفعل .
      والمَنُونُ : المنية لأَنها تقطع المَدَدَ وتنقص العَدَد .
      قال الفراء : والمَنُون مؤنثة ، وتكون واحدة وجمعاً .
      قال ابن بري : المَنُون الدهر ، وهواسم مفرد ، وعليه قوله تعالى : نَتَرَبَّصُ به رَيْبَ المَنُونِ ؛ أَي حوادث الدهر ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب : أَمِنَ المَنُونِ ورَيْبِه تَتَوَجَّع ؟

      ‏ قال : أَي من الدهر وريبه ؛ ويدل على صحة ذلك قوله : والدهرُ ليس بمُعْتِبٍ من يَجْزَعُ فأَما من ، قال : وريبها فإنه أَنث على معنى الدهور ، ورده على عموم الجنس كقوله تعالى : أَو الطِّفْل الذين لم يظهروا ؛ وكقول أَبي ذؤيب : فالعَيْن بعدهُمُ كأَنَّ حِدَاقَها وكقوله عز وجل : ثم اسْتَوى إلى السماء فسَوَّاهُنَّ ؛ وكقول الهُذَليِّ : تَراها الضَّبْعَ أَعْظَمَهُنَّ رأْس ؟

      ‏ قال : ويدلك على أَن المَنُون يرادُ بها الدُّهور قول الجَعْديّ : وعِشْتِ تعيشين إنَّ المَنُو نَ كانَ المَعايشُ فيها خِساس ؟

      ‏ قال ابن بري : فسر الأَصمعي المَنُون هنا بالزمان وأَراد به الأَزمنة ؛ قال : ويدُلّك على ذلك قوله بعد البيت : فَحِيناً أُصادِفُ غِرَّاتها ، وحيناً أُصادِفُ فيها شِماسا أَي أُصادف في هذه الأَزمنة ؛ قال : ومثله ما أَنشده عبد الرحمن عن عمه الأَصمعي : غلامُ وَغىً تَقَحّمها فأَبْلى ، فخان بلاءَه الدهرُ الخَؤُونُ فإن على الفَتى الإقْدامَ فيها ، وليس عليه ما جنت المَنُون ؟

      ‏ قال : والمَنُون يريد بها الدهور بدليل قوله في البيت قبله : فخانَ بلاءَه الدَّهْرُ الخَؤُون ؟

      ‏ قال : ومن هذا قول كَعْب بن مالك الأَنصاري : أَنسيتمُ عَهْدَ النبيّ إليكمُ ، ولقد أَلَظَّ وأَكَّدَ الأَيْمانا أَن لا تَزالوا ما تَغَرَّدَ طائرٌ أُخْرى المَنُونِ مَوالِياً إخْوانا أَي إِلى آخر الدهر ؛ قال : وأَما قول النابغة : وكل فَتىً ، وإِنْ أَمْشى وأَثْرَى ، سَتَخْلِجُه عن الدنيا المَنُون ؟

      ‏ قال : فالظاهر أَنه المنية ؛ قال : وكذلك قول أَبي طالب : أَيّ شيء دهاكَ أَو غال مَرْعا ك ، وهل أَقْدَمَتْ عليك المَنُون ؟

      ‏ قال : المَنُونُ هنا المنية لا غير ؛ وكذلك قول عمرو ابن حَسَّان : تَمَخَّضَتِ المَنُونُ له بيَوْمٍ أَنَى ، ولكلّ حاملةٍ تَمامُ وكذلك قول ابن أَحمر : لَقُوا أُمَّ اللُّهَيْمِ فجَهَّزَتْهُمْ غَشُومَ الوِرْدِ نَكْنِيها المَنونا أُم اللُّهَيمِ : اسم للمنية ، والمنونُ هنا : المنية ؛ ومنه قول أَبي دُوَادٍ : سُلِّطَ الموتُ والمَنُونُ عليهم ، فَهُمُ في صَدَى المَقابِرِ هامُ ومَنَّ عليه يَمُنُّ مَنّاً : أَحسن وأَنعم ، والاسم المِنَّةُ .
      ومَنَّ عليه وامْتَنَّ وتمَنَّنَ : قَرَّعَه بِمِنَّةٍ ؛ أَنشد ثعلب : أَعْطاكَ يا زَيْدُ الذي يُعْطي النِّعَمْ ، من غيرِ ما تمَنُّنٍ ولا عَدَمْ ، بَوائكاً لم تَنْتَجِعْ مع الغَنَم وفي المثل : كَمَنِّ الغيثِ على العَرْفَجةِ ، وذلك أَنها سريعة الانتفاع بالغيث ، فإِذا أَصابها يابسةً اخضرَّت ؛ يقول : أَتَمُنُّ عليَّ كمَنِّ الغيثِ على العرفجةِ ؟ وقالوا : مَنَّ خَيْرَهُ َيمُنُّهُ مَنّاً فعَدَّوْه ؛

      قال : كأَني ، إِذْ مَنَنْتُ عليك خَيري ، مَنَنْتُ على مُقَطَّعَةِ النِّياطِ ومَنَّ يَمُنُّ مَنّاً : اعتقد عليه مَنّاً وحسَبَهُ عليه .
      وقوله عز وجل : وإِنَّ لكَ لأَجْراً غيرَ مَمْنونِ ؛ جاء في التفسير : غير محسوب ، وقيل : معناهُ أَي لا يَمُنُّ الله عليهم (* قوله « أي لا يمن الله عليهم إلخ » المناسب فيه وفيما بعده عليك بكاف الخطاب ، وكأنه انتقال نظر من تفسير آية : وإن لك لأجراً ، إلى تفسير آية : لهم أجر غير ممنون ، هذه العبارة من التهذيب ‏ أو ‏ المحكم فإن هذه المادة ساقطة من نسختيهما اللتين بأيدينا للمراجعة ).
      به فاخراً أَو مُعَظِّماً كما يفعل بخلاءُِ المُنْعِمِين ، وقيل : غير مقطوع من قولهم حبل مَنِين إِذا انقطع وخَلَقَ ، وقيل : أَي لا يُمَنُّ به عليهم .
      الجوهري : والمَنُّ القطع ، ويقال النقص ؛ قال لبيد : غُبْساً كَوَاسبَ لا يُمَنُّ طَعامُه ؟

      ‏ قال ابن بري : وهذا الشعر في نسخة ابن القطاع من الصحاح : حتى إِذا يَئِسَ الرُّماةُ ، وأَرْسَلوا غُبْساً كَواسِبَ لا يُمَنُّ طعامُه ؟

      ‏ قال : وهو غلط ، وإِنما هو في نسخة الجوهري عجز البيت لا غير ، قال : وكمله ابن القطاع بصدر بيت ليس هذا عجُزَه ، وإِنما عجُزُهُ : حتى إِذا يَئسَ الرُّماةُ ، وأَرسلوا غُضُفاً دَوَاجِنَ قافلاً أَعْصامُه ؟

      ‏ قال : وأَما صدر البيت الذي ذكره الجوهري فهو قوله : لِمُعَفَّرٍ قَهْدٍ تنازَعَ شِلْوَه غُبْسٌ كوَاسِبُ لا يُمَنُّ طعامُه ؟

      ‏ قال : وهكذا هو في شعر لبيد ، وإِنما غلط الجوهري في نصب قوله غُبْساً ، والله أَعلم .
      والمِنِّينَى : من المَنِّ الذي هو اعتقاد المَنِّ على الرجل .
      وقال أَبو عبيد في بعض النسخ : المِنَّينى من المَنِّ والامْتنانِ .
      ورجل مَنُونَةٌ ومَنُونٌ : كثير الامتنان ؛ الأَخيرة عن اللحياني .
      وقال أَبو بكر في قوله تعالى : مَنَّ اللهُ علينا ؛ يحتمل المَنُّ تأْويلين : أَحدهما إِحسانُ المُحْسِن غيرَ مُعْتَدٍّ بالإِحسان ، يقال لَحِقَتْ فلاناً من فلان مِنَّةٌ إِذا لَحِقَتْْه نعمةٌ باستنقاذ من قتل أَو ما أَشبهه ، والثاني مَنَّ فلانٌ على فلان إِذا عَظَّمَ الإِحسان وفخَرَ به وأَبدأَ فيه وأَعاد حتى يُفْسده ويُبَغِّضه ، فالأَول حسن ، والثاني قبيح .
      وفي أَسماء الله تعالى : الحَنّانُ المَنّانُ أَي الذي يُنْعِمُ غيرَ فاخِرٍ بالإِنعام ؛

      وأَنشد : إِن الذين يَسُوغُ في أَحْلاقِهِمْ زادٌ يُمَنُّ عليهمُ لَلِئامُ وقال في موضع آخر في شرح المَنَّانِ ، قال : معناه المُعْطِي ابتداء ، ولله المِنَّة على عباده ، ولا مِنَّة لأَحد منهم عليه ، تعالى الله علوّاً كبيراً .
      وقال ابن الأَثير : هو المنعم المُعْطي من المَنِّ في كلامهم بمعنى الإِحسان إِلى من لا يستثيبه ولا يطلب الجزاء عليه .
      والمَنّانُ : من أَبنية المبالغة كالسَّفَّاكِ والوَهّابِ ، والمِنِّينى منه كالخِصَّيصَى ؛ وأَنشد ابن بري للقُطاميّ : وما دَهْري بمِنِّينَى ، ولكنْ جَزَتْكم ، يا بَني جُشَمَ ، الجَوَازي ومَنَّ عليه مِنَّةً أَي امْتَنَّ عليه .
      يقال : المِنَّةُ تَهْدِمُ الصَّنيعة .
      وفي الحديث : ما أَحدٌ أَمَنَّ علينا من ابن أَبي قُحافَةَ أَي ما أَحدٌ أَجْوَدَ بماله وذات يده ، وقد تكرر في الحديث .
      وقوله عز وجل : لا تُبْطِلُوا صدقاتكم بالمَنِّ والأَذى ؛ المَنُّ ههنا : أَن تَمُنَّ بما أَعطيت وتعتدّ به كأَنك إِنما تقصد به الاعتداد ، والأَذى : أَن تُوَبِّخَ المعطَى ، فأَعلم الله أَن المَنَّ والأَذى يُبْطِلان الصدقة .
      وقوله عز وجل : ولا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ ؛ أَي لا تُعْطِ شيئاً مقدَّراً لتأْخذ بدله ما هو أَكثر منه .
      وفي الحديث : ثلاثة يشْنَؤُهُمُ الله ، منهم البخيل المَنّانُ .
      وقد يقع المَنَّانُ على الذي لا يعطي شيئاً إِلاَّ مَنَّه واعتَدّ به على من أَعطاه ، وهو مذموم ، لأَن المِنَّة تُفْسِد الصنيعةَ .
      والمَنُون من النساء : التي تُزَوَّجُ لمالها فهي أَبداً تَمُنُّ على زوجها .
      والمَنَّانةُ : كالمَنُونِ .
      وقال بعض العرب : لا تتزَوَّجَنَّ حَنَّانةً ولا مَنَّانةً .
      الجوهري : المَنُّ كالطَّرَنْجَبينِ .
      وفي الحديث : الكَمْأَةُ من المَنِّ وماؤها شفاء للعين .
      ابن سيده : المَنُّ طَلٌّ ينزل من السماء ، وقيل : هو شبه العسل كان ينزل على بني إِسرائيل .
      وفي التنزيل العزيز : وأَنزلنا عليهم المَنَّ والسَّلْوَى ؛ قال الليث : المَنُّ كان يسقط على بني إِسرائيل من السماء إِذْ هُمْ في التِّيه ، وكان كالعسل الحامِسِ حلاوةً .
      وقال الزجاج : جملة المَنِّ في اللغة ما يَمُنُّ الله عز وجل به مما لا تعب فيه ولا نَصَبَ ، قال : وأَهل التفسير يقولون إِن المَنَّ شيء كان يسقط على الشجر حُلْوٌ يُشرب ، ويقال : إِنه التَّرَنْجَبينُ ، وقيل في قوله ، صلى الله عليه وسلم ، الكَمْأَةُ من المَنِّ : إِنما شبهها بالمَنِّ الذي كان يسقط على بني إِسرائيل ، لأَنه كان ينزل عليهم من السماء عفواً بلا علاج ، إِنما يصبحون وهو بأَفْنِيَتهم فيتناولونه ، وكذلك الكَمْأَة لا مؤُونة فيها بَبَذْرٍ ولا سقي ، وقيل : أَي هي مما منَّ الله به على عباده .
      قال أَبو منصور : فالمَنُّ الذي يسقط من السماء ، والمَنُّ الاعتداد ، والمَنُّ العطاء ، والمَنُّ القطع ، والمِنَّةُ العطية ، والمِنَّةُ الاعتدادُ ، والمَنُّ لغة في المَنَا الذي يوزن به .
      الجوهري : والمَنُّ المَنَا ، وهو رطلان ، والجمع أَمْنانٌ ، وجمع المَنا أَمْناءٌ .
      ابن سيده : المَنُّ كيل أَو ميزان ، والجمع أَمْنانٌ .
      والمُمَنُّ : الذي لم يَدَّعِه أَبٌ والمِنَنَةُ : القنفذ .
      التهذيب : والمِنَنةُ العَنْكبوت ، ويقال له مَنُونةٌ .
      قال ابن بري : والمَنُّ أَيضاً الفَتْرَةُ ؛ قال : قد يَنْشَطُ الفِتْيانُ بعد المَنِّ التهذيب عن الكسائي ، قال : مَنْ تكون اسماً ، وتكون جَحْداً ، وتكون استفهاماً ، وتكون شرْطاً ، وتكون معرفة ، وتكون نكرة ، وتكون للواحد والاثنين والجمع ، وتكون خصوصاً ، وتكون للإِنْسِ والملائكة والجِنِّ ، وتكون للبهائم إِذا خلطتها بغيرها ؛

      وأَنشد الفراء فيمن جعلها اسماً هذا البيت : فَضَلُوا الأَنامَ ، ومَنْ بَرا عُبْدانَهُمْ ، وبَنَوْا بمَكَّةَ زَمْزَماً وحَطِيم ؟

      ‏ قال : موضع مَنْ خفض ، لأَنه قسم كأَنه ، قال : فَضَلَ بنو هاشم سائر الناس والله الذي برأ عُبْدانَهُم .
      قال أَبو منصور : وهذه الوجوه التي ذكرها الكسائي في تفسير مَنْ موجودة في الكتاب ؛ أَما الاسم المعرفة فكقولك : والسماء ومَنْ بناها ؛ معناه والذي بناها ، والجَحْدُ كقوله : ومَنْ يَقْنَطُ من رحمة ربه إِلاَّ الضالُّون ؛ المعنى لا يَقْنَطُ .
      والاستفهام كثير وهو كقولك : من تَعْني بما تقول ؟ والشرط كقوله : من يَعْمَلْ مثقال ذَرَّةٍ خيراً يره ، فهذا شرط وهو عام .
      ومَنْ للجماعة كقوله تعالى : ومَنْ عَمِلَ صالحاً فلأَنفسهم يَمْهدون ؛ وكقوله : ومن الشياطين مَنْ يَغُوصون له .
      وأَما في الواحد فكقوله تعالى : ومنهم مَنْ يَسْتمِعُ إِليك ، فوَحَّدَ ؛ والاثنين كقوله : تَعالَ فإِنْ عاهَدْتَني لا تَخُونني ، نَكُنْ مثلَ مَنْ يا ذِئبُ يَصْطحبان ؟

      ‏ قال الفراء : ثنَّى يَصْطَحِبان وهو فعل لمَنْ لأَنه نواه ونَفْسَه .
      وقال في جمع النساء : ومَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لله ورسوله .
      الجوهري : مَنْ اسم لمن يصلح أَن يخاطَبَ ، وهو مبهم غير متمكن ، وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة ؛ قال الأَعشى لسْنا كمَنْ حَلَّتْ إِيادٍ دارَها تَكْريتَ تَنْظُرُ حَبَّها أَن يُحْصَدا فأَنث فِعْلَ مَنْ لأَنه حمله على المعنى لا على اللفظ ، قال : والبيت رديء لأَنه أَبدل من قبل أَن يتم الاسم ، قال : ولها أَربعة مواضع : الاستفهام نحو مَنْ عندك ؟ والخبر نحو رأَيت مَنْ عندك ، والجزاء نحو مَنْ يكرمْني أُكْرِمْهُ ، وتكون نكرة نحو مررت بمَنْ محسنٍ أَي بإِنسان محسن ؛ قال بشير بن عبد الرحمن ابن كعب بن مالك الأَنصاري : وكفَى بنا فَضْلاً ، على مَنْ غَيرِنا ، حُبُّ النَّبِيِّ محمدٍ إِيّانا خفض غير على الإِتباع لمَنْ ، ويجوز فيه الرفع على أَن تجعل مَنْ صلة بإِضمار هو ، وتحكى بها الأَعلام والكُنَى والنكرات في لغة أَهل الحجاز إِذ ؟

      ‏ قال رأَيت زيداً قلت مَنْ زيداً ، وإِذا ، قال رأَيت رجلاً قلت مَنَا لأَنه نكرة ، وإِن ، قال جاءني رجل قلت مَنُو ، وإِن ، قال مررت برجل قلت مَنِي ، وإِ ؟

      ‏ قال جاءني رجلان قلت مَنَانْ ، وإِن ، قال مررت برجلين قلت مَنَينْ ، بتسكين النون فيهما ؛ وكذلك في الجمع إِن ، قال جاءني رجال قلت مَنُونْ ، ومَنِينْ في النصب والجرّ ، ولا يحكى بها غير ذلك ، لو ، قال رأَيت الرجل قلت مَنِ الرجلُ ، بالرفع ، لأَنه ليس بعلم ، وإِن ، قال مررت بالأَمير قلت مَنِ الأَمِيرُ ، وإِن ، قال رأَيت ابن أَخيك قلت مَنِ ابنُ أَخيك ، بالرفع لا غير ، قال : وكذلك إِن أَدخلت حرف العطف على مَنْ رفعت لا غير قلت فمَنْ زيدٌ ومَنْ زيدٌ ، وإِن وصلت حذفت الزيادات قلت مَنْ يا هذا ، قال : وقد جاءت الزيادة في الشعر في حال الوصل ؛ قال الشاعر : أَتَوْا ناري فقلتُ : مَنُونَ أَنْتُمْ ؟ فقالوا : الجِنُّ قلتُ : عِمُوا ظَلاما وتقول في المرأَة : مَنَهْ ومَنْتانْ ومَنَاتْ ، كله بالتسكين ، وإِن وصلت قلت مَنَةً يا هذا ومناتٍ يا هؤلاء .
      قال ابن بري :، قال الجوهري وإِن وصلت قلت مَنةً يا هذا ، بالتنوين ، ومَناتٍ ؛ قال : صوابه وإِن وصلت قلت مَنْ يا هذا في المفرد والمثنى والمجموع والمذكر والمؤنث ، وإِن ، قال : رأَيت رجلاً وحماراً ، قلت مَنْ وأَيَّا ، حذفت الزيادة من الأَول لأَنك وصلته ، وإِن ، قال مررت بحمار ورجل قلت أَيٍّ ومَنِي ، فقس عليه ، قال : وغير أَهل الحجاز لا يرون الحكاية في شيء منه ويرفعون المعرفة بعد مَنْ ، اسماً كان أَو كنية أَو غير ذلك .
      قال الجوهري : والناس اليوم في ذلك على لغة أَهل الحجاز ؛ قال : وإِذا جعلت مَنْ اسماً متمكناً شددته لأَنه على حرفين كقول خِطامٍ المُجاشِعيّ : فرَحلُوها رِحْلَةً فيها رَعَنْ ، حتى أَنَخْناها إِلى مَنٍّ ومَنْ أَي أَبْرَكْناها إِلى رجل وأَيّ رجل ، يريد بذلك تعظيم شأْنه ، وإِذا سميت بمَنْ لم تشدّد فقلت هذا مَنٌ ومررت بمَنٍ ، قال ابن بري : وإِذا سأَلت الرجل عن نسبه قلت المَنِّيُّ ، وإِن سأَلته عن بلده قلت الهَنِّيُّ ؛ وفي حديث سَطِيح : يا فاصِلَ الخُطَّةِ أَعْيَتْ مَنْ ومَن ؟

      ‏ قال ابن الأَثير : هذا كما يقال أَعيا هذا الأَمر فلاناً وفلاناً عند المبالغة والتعظيم أَي أَعيت كلَّ مَنْ جَلَّ قَدْرُه فحذف ، يعني أَن ذلك مما تقصر العبارة عنه لعظمه كما حذفوها من قولهم : بعد اللَّتَيّا والتي ، استعظاماً لشأْن المخلوق .
      وقوله في الحديث : مَنْ غَشَّنا فليس منا أَي ليس على سيرتنا ومذهبنا والتمسك بسُنَّتنا ، كما يقول الرجل أَنا منْك وإِليك ، يريد المتابعة و الموافقة ؛ ومنه الحديث : ليس منّا من حَلَقَ وخَرَقَ وصَلَقَ ، وقد تكرر أَمثاله في الحديث بهذا المعنى ، وذهب بعضهم إِلى أَنه أَراد به النفي عن دين الإِسلام ، ولا يصح .
      قال ابن سيده : مَنْ اسم بمعنى الذي ، وتكون للشرط وهو اسم مُغْنٍ عن الكلام الكثير المتناهي في البِعادِ والطُّولِ ، وذلك أَنك إِذا قلت مَنْ يَقُمْ أَقُمْ معه كفاك ذلك من جميع الناس ، ولولا هو لاحتجت أَن تقول إِن يَقُمْ زيد أَو عمرو أَو جعفر أَو قاسم ونحو ذلك ، ثم تقف حسيراً مبهوراً ولَمّا تَجِدْ إِلى غرضك سبيلاً ، فإِذا قلت مَنْ عندك أَغناك ذلك عن ذكر الناس ، وتكون للاستفهام المحض ، وتثنى وتجمع في الحكاية كقولك : مَنَانْ ومَنُونْ ومَنْتانْ ومَناتْ ، فإِذا وصلت فهو في جميع ذلك مفرد مذكر ؛ وأَما قول شمر بن الحرث الضَّبِّيِّ : أَتَوْا ناري فقلتُ : مَنُونَ ؟، قالوا : سَرَاةُ الجِنِّ قلت : عِمُوا ظَلام ؟

      ‏ قال : فمن رواه هكذا فإِنه أَجرى الوصل مُجْرَى الوقف ، فإِن قلت فإِنه في الوقف إِنما يكون مَنُونْ ساكن النون ، وأَنت في البيت قد حركته ، فهو إِذاً ليس على نية الوصل ولا على نية الوقف ؟ فالجواب أَنه لما أَجراه في الوصل على حده في الوقف فأَثبت الواو والنون التقيا ساكنين ، فاضطر حينئذ إِلى أَن حرك النون لالتقاء الساكنين لإقامة الوزن ، فهذه الحركة إِذاً إِنما هي حركة مستحدثة لم تكن في الوقف ، وإِنما اضطر إِليها للوصل ؛ قال : فأَما من رواه مَنُونَ أَنتم فأَمره مشكل ، وذلك أَنه شبَّه مَنْ بأَيٍّ فقال مَنُونَ أَنتم على قوله أَيُّونَ أَنتم ، وكما جُعِلَ أَحدهما عن الآخر هنا كذلك جمع بينهما في أَن جُرِّدَ من الاستفهام كلُّ واحدٍ منهما ، أَلا ترى أَن حكاية يونس عنهم ضَرَبَ مَنٌ مَناً كقولك ضرب رجل رجلاً ؟ فنظير هذا في التجريد له من معنى الاستفهام ما أَنشدناه من قوله الآخر : وأَسْماءُ ، ما أَسْماءُ لَيْلةَ أَدْلَجَتْ إِليَّ ، وأَصحابي بأَيَّ وأَيْنَما فجعل أَيّاً اسماً للجهة ، فلما اجتمع فيها التعريف والتأْنيث منَعَها الصَّرْفَ ، وإِن شئت قلت كان تقديره مَنُون كالقول الأَول ، ثم ، قال أَنتم أَي أَنتم المقصودون بهذا الاستثبات ، كقول عَدِيٍّ : أَرَوَاحٌ مَوَدّعٌ أَم بُكورُ أَنتَ ، فانْظُرْ لأَيِّ حالٍ تصيرُ إِذا أَردت أَنتَ الهالكُ ، وكذلك أَراد لأَي ذيْنِك .
      وقولهم في جواب مَنْ ، قال رأَيت زيداً المَنِّيُّ يا هذا ، فالمَنِّيُّ صفة غير مفيدة ، وإِنما معناه الإِضافة إِلى مَنْ ، لا يُخَصُّ بذلك قبيلةٌ معروفة كما أَن مَن لا يَخُصُّ عيناً ، وكذلك تقول المَنِّيّانِ والمَنِّيُّون والمَنِّيَّة والمَنِّيَّتان والمَنِّيَّات ، فإِذا وصلت أَفردت على ما بينه سيبويه ، قال : وتكون للاستفهام الذي فيه معنى التَّعَجُّب نحو ما حكاه سيبويه من قول العرب : سبحان الله مَنْ هو وما هو ؛ وأَما قوله : جادَتْ بكَفَّيْ كان مِنْ أَرْمى البَشَرْْ فقد روي مَنْ أَرمى البَشر ، بفتح ميم مَنْ ، أَي بكفَّيْ مَنْ هو أَرْمى البشرِ ، وكان على هذا زائدة ، ولو لم تكن فيه هذه الرواية لَمَا جاز القياس عليه لفُرُوده وشذوذه عما عليه عقد هذا الموضع ، أَلا تراك لا تقول مررت بوَجْهُه حسنٌ ولا نظرت إِلى غلامُهُ سعيدٌ ؟، قال : هذا قول ابن جني ، وروايتنا كان مِنْ أَرْمى البشر أَي بكفَّيْ رجلٍ كان .
      الفراء : تكون مِنْ ابتداءَ غاية ، وتكون بعضاً ، وتكون صِلةً ؛ قال الله عز وجل : وما يَعْزُبُ عن ربك من مثقال ذَرَّةٍ ؛ أَي ما يَعْزُبُ عن علمه وَزْنُ ذَرَّةٍ ؛ ولداية الأَحنف فيه : والله لولا حَنَفٌ برجْلِهِ ، ما كان في فِتْيَانِكُمْ مِنْ مِثْلِه ؟

      ‏ قال : مِنْ صِلةٌ ههنا ، قال : والعرب تُدْخِلُ مِنْ على جمع المَحالّ إِلا على اللام والباء ، وتدخل مِنْ على عن ولا تُدْخِلُ عن عليها ، لأَن عن اسم ومن من الحروف ؛ قال القطامي : مِنْ عَنْ يمين الحُبَيّا نَظْرةٌ قَبَل ؟

      ‏ قال أَبو عبيد : والعرب تضَعُ مِن موضع مُذْ ، يقال : ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي مُذْ سنةٍ ؛ قال زهير : لِمَنِ الدِّيارُ ، بقُنَّةِ الحِجْرِ ، أَقْوَيْنَ من حِجَجٍ ومن دَهْرِ ؟ أَي مُذْ حِجَجٍ .
      الجوهري : تقول العرب ما رأَيته مِنْ سنةٍ أَي منذُ سنة .
      وفي التنزيل العزيز : أُسِّسَ على التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يوم ؛ قال : وتكون مِنْ بمعنى على كقوله تعالى : ونصرناه مِنَ القوم ؛ أَي على القوم ؛ قال ابن بري : يقال نصرته مِنْ فلان أَي منعته منه لأَن الناصر لك مانع عدوّك ، فلما كان نصرته بمعنى منعته جاز أَن يتعدّى بمن ، ومثله فلْيَحْذَرِ الذين يُخالِفون عن أَمره ، فعدّى الفعل بمعَنْ حَمْلاً على معنى يَخْرُجون عن أَمره ، لأَن المخالفة خروج عن الطاعة ، وتكن مِنْ بعَنْ البدل كقول الله تعالى : ولو نشاء لَجَعَلْنا منكم مَلائكةً ؛ معناه : ولو نشاء لجعلنا بَدَلَكُم ، وتكون بمعنى اللام الزائدة كقوله : أَمِنْ آلِ ليلى عَرَفْتَ الدِّيارا أَراد أَلآلِ ليْلى عرفت الديارا .
      ومِنْ ، بالكسر : حرف خافض لابتداء الغاية في الأَماكن ، وذلك قولك مِنْ مكان كذا وكذا إِلى مكان كذا وكذا ، وخرجت من بَغْداد إِلى الكوفة ، و تقول إِذا كتبت : مِنْ فلانٍ إِلى فلان ، فهذه الأَسماء التي هي سوى الأَماكن بمنزلتها ؛ وتكون أَيضاً للتبعيض ، تقول : هذا من الثوب ، وهذا الدِّرْهم من الدراهم ، وهذا منهم كأَنك قلت بعضه أَو بعضهم ؛ وتكون للجنس كقوله تعالى : فإن طِبْنَ لكم عن شيء منه نَفْساً .
      فإن قيل : كيف يجوز أَن يقبل الرجلُ المَهْرَ كله وإِنما ، قال منه ؟ فالجواب في ذلك أَنَّ مِنْ هنا للجنس كما ، قال تعالى : فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوثان ، ولم نُؤْمَرْ باجتناب بعض الأَوثان ، ولكن المعنى فاجتنبوا الرِّجْسَ الذي هو وَثَنٌ ، وكُلُوا الشيء الذي هو مَهْرٌ ، وكذلك قوله عز وجل : وعَدَ الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مَغْفرةً وأَجراً عظيماً .
      قال : وقد تدخل في موضعٍ لو لم تدخل فيه كان الكلام مستقيماً ولكنها توكيد بمنزلة ما إِلا أَنها تَجُرُّ لأَنها حرف إِضافة ، وذلك قولك : ما أَتاني مِنْ رجلٍ ، وما رأَيت من أَحد ، لو أَخرجت مِنْ كان الكلام مستقيماً ، ولكنه أُكِّدَ بمِنْ لأَن هذا موضع تبعيض ، فأَراد أَنه لم يأْته بعض الرجال ، وكذلك : ويْحَهُ من رجل إِنما أَراد أَن جعل التعجب من بعض ، وكذلك : لي مِلْؤُهُ من عَسَل ، وهو أَفضل من زيد ، إِنما أَراد أَن يفضله على بعض ولا يعم ، وكذلك إِذا قلت أَخْزَى اللهُ الكاذِبَ مِنِّي ومِنْكَ إِلا أَن هذا وقولَكَ أَفضل منك لا يستغنى عن مِنْ فيهما ، لأَنها توصل الأَمر إِلى ما بعدها .
      قال الجوهري : وقد تدخل منْ توكيداً لَغْواً ، قال :، قال الأَخفش ومنه قوله تعالى : وتَرَى الملائكةَ خافِّينَ من حَوْلِ العرش ؛ وقال : ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ من قلبين في جوفه ، إِنما أَدْخلَ مِنْ توكيداً كما تقول رأَيت زيداً نفسه .
      وقال ابن بري في استشهاده بقوله تعالى : فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأَوْثانِ ،
      ، قال : مِنْ للبيان والتفسير وليست زائدة للتوكيد لأَنه لا يجوز إسقاطها بخلاف وَيْحَهُ من رجلٍ .
      قال الجوهري : وقد تكون مِنْ للبيان والتفسير كقولك لله دَرُّكَ مِنْ رجلٍ ، فتكون مِنْ مفسرةً للاسم المَكْنِيِّ في قولك دَرُّك وتَرْجَمةٌ عنه .
      وقوله تعالى : ويُنَزِّلُ من السماء من جبال فيها من بَرَدٍ ؛ فالأُولى لابتداء الغاية ، والثانية للتبعيض ، والثالثة للبيان .
      ابن سيده : قا ل سيبويه وأَما قولك رأَيته من ذلك الموضع فإِنك جعلتَه غاية رؤْيتك كما جعلته غاية حيث أَردت الابتداء والمُنْتَهى .
      قال اللحياني : فإِذا لَقِيَتِ النونُ أَلف الوصل فمنهم من يخفض النون فيقول مِنِ القوم ومِنِ ابْنِكَ .
      وحكي عن طَيِّءٍ وكَلْبٍ : اطْلُبُوا مِنِ الرحمن ، وبعضهم يفتح النون عند اللام وأَلف الوصل فيقول مِنَ القوم ومِنَ ابْنِكَ ، قال : وأُراهم إِنما ذهبوا في فتحها إِلى الأَصل لأَن أَصلها إِنما هو مِنَا ، فلما جُعِلَتْ أَداةً حذفت الأَلف وبقيت النون مفتوحة ، قال : وهي في قُضَاعَةَ ؛

      وأَنشد الكسائي عن بعض قُضاعَةَ : بَذَلْنا مارِنَ الخَطِِّّيِّ فيهِمْ ، وكُلَّ مُهَنَّدٍ ذَكَرٍ حُسَامِ مِنَا أَن ذَرَّ قَرْنُ الشمس حتى أَغاثَ شَرِيدَهمْ فَنَنُ الظلام ؟

      ‏ قال ابن جني :، قال الكسائي أَراد مِنْ ، وأَصلُها عندهم مِنَا ، واحتاج إِليها فأَظهرها على الصحة هنا .
      قال ابن جني : يحتمل عندي أَن كون منَا فِعْلاً من مَنَى يَمْني إِذا قَدَّرَ كقوله : حتى تُلاقي الذي يَمْني لك الماني أَي يُقَدِّرُ لك المُقَدِّرُ ، فكأَنه تقدير ذلك الوقتِ وموازنته أَي من أَول النهار لا يزيد ولا ينقص .
      قال سيبويه :، قال مِنَ الله ومِنَ الرسول ومِنَ المؤْمنين ففتحوا ، وشبَّهوها بأَيْنَ وكَيْفَ ، عني أَنه قد كان حكمها أَن تُكْسَرَ لالتقاء الساكنين ، لكن فتحوا لما ذكر ، قال : وزعموا أَن ناساً يقولون مِنِ اللهِ فيكسرونه ويُجْرُونه على القياس ، يعني أَن الأَصل في كل ذلك أَن تكسر لالتقاء الساكنين ؛ قال : وقد اختلفت العرب في مِنْ إِذا كان بعدها أَلف وصل غير الأَلف واللام ، فكسره قوم على القياس ، وهي أَكثر في كلامهم وهي الجيدة ، ولم يَكْسِروا في أَلف اللام لأَنها مع أَلف اللام أَكثر ، إِذ الأَلف واللام كثيرة في الكلام تدخل في كل اسم نكرة ، ففتحوا استخفافاً فصار مِنِ الله بمنزلة الشاذ ، وكذلك قولك مِنِ ابنك ومِنِ امْرِئٍ ، قال : وقد فتح قوم فصحاء فقالوا مِنَ ابْنكَ فأَجْرَوْها مُجْرى قولك مِنَ المسلمين ، قال أَبو إِسحق : ويجوز حذف النون من مِنْ وعَنْ عند الأَلف واللام لالتقاء الساكنين ، وحذفها من مِنْ أَكثر من حذفها من عَنْ لأَن دخول مِن في الكلام أَكثر من دخول عَنْ ؛

      وأَنشد : أَبْلِغْ أَبا دَخْتَنُوسَ مأْلُكَةً غَيْر الذي قَدْ يقال م الكَذِب ؟

      ‏ قال ابن بري : أَبو دَخْتَنُوس لَقِيطُ بنُ زُرَارَة ودَخْتَنُوسُ بنته .
      ابن الأَعرابي : يقال مِنَ الآن ومِ الآن ، يحذفون ؛

      وأَنشد : أَلا أَبْلغَ بَني عَوْفٍ رَسولاً ، فَمَامِ الآنَ في الطَّيْرِ اعتذارُ يقول لا أََعتذر بالتَّطَيُّرِ ، أَنا أُفارقكم على كل حال .
      وقولهم في القَسَم : مِنْ رَبِّي ما فعلت ، فمنْ حرف جر وضعت موضع الباء ههنا ، لأَن حروف الجر ينوب بعضها عن بعض إِذا لم يلتبس المعنى .
      "

    المعجم: لسان العرب



معنى فمنذ في قاموس معاجم اللغة

معجم الغني
**مُنْذُ** - حَرْفُ جَرٍّ مِنْ مَعَانِيهِ: 1. أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى مِنْ : "سَافَرَ مُنْذُ عَهْدٍ بَعِيدٍ". 2. أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى "فِي" : "لَنْ أَزُورَهُ مُنْذُ الْيَوْمِ" l "مُنْذُ الآنَ". 3. أَنْ يَكُونَ ظَرْفاً مُضَافاً إِذَا جَاءتْ بَعْدَهُ جُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ : "مَا تَرَكَ أَمْراً مُنْذُ هُوَ عَازِمٌ عَلَيْهِ"، أَوْ بَعْدَ جُمْلَةٍ فِعْلِيَّةٍ: "مَا وَدَّعَ أَحَداً مُنْذُ عَلِمَ بِالخَبَرِ".


معجم اللغة العربية المعاصرة
منذ [ كلمة وظيفية ] : 1 - حرف جر مبني على الضم ، يدخل على اسم الزمان فيكون بمعنى ( من { إن كان الزمان ماضيا ، وبمعنى } في ) إن كان الزمان حاضرا ، وبمعنى ( من ) و ( إلى ) إن كان الزمان معدودا ما حضر منذ يومين - ما حضر منذ يومنا هذا - ما حضرت اجتماع المجلس منذ ثلاثة أيام : من ابتداء هذه المدة حتى نهايتها . 2 - ظرف في محل نصب إذا تلاه جملة فعلية أو اسمية وتكون الجملة بعده في موضع جر بالإضافة إليه ما زال يدرس منذ هو فتى - منذ رحل وصورته لا تفارقني - ما خرج من البيت منذ نزل المطر . 3 - اسم يعرب مبتدأ إذا دخل على اسم مرفوع ، وقيل ظرف زمان خبر ، والمرفوع بعده مبتدأ مؤخر ما رأيته منذ يومين : أمد انقطاع الرؤية يومان .
مختار الصحاح
م ن ذ : مُنْذُ مبني على الضم و مُذْ مبني على السكون وكل واحد منهما يصلح أن يكون حرف جر فتَجُرَّ ما بعدها وتُجريهما مُجرى في ولا تُدخِلهما حينئذ إلا على زمان أنت فيه فتقول ما رأيته مذ الليلة ويصلح أن يكونا اسمين فترفع ما بعدهما على التَّاريخ أو على التوقيت فتقول في التَّاريخ ما رأيته مُذْ يوم الجُمعة أي أول انقطاع الرُّؤية يوم الجُمعة وتقول في التوقيت ما رأيته مُذْ سنة أي أمَدُ ذلك سنة ولا يقع ها هُنا إلا نكرة لأنك لا تقول مُذْ سنة كذا وإنما تقول مُذْ سنة وقال سيبويه مُنْذُ للزمان نظيره من للمكان وناس يقولون إن مُنْذُ في الأصل كلمتان مِنْ وإذا جُعلتا كلمة واحدة وهذا القول لا دليل على صحته


الصحاح في اللغة
مُنْذُ مبنيٌّ على الضم، ومُذْ مبني على السكون وكلُّ واحدٍ منهما يصلح أن يكون حرف جرّ، فتجرُّ ما بعدهما وتجريهما مجرى في ولا تدخلهما حينئذٍ إلا على زمان أنت فيه، فتقول: ما رأيته مُنْذُ الليلةِ. ويصلح أن يكونا اسمين فترفع ما بعدهما على التاريخ أو على التوقيت، فتقول في التاريخ: ما رأيته مُذْ يومُ الجمعة، أي أوَّل انقطاعي الرؤية يومُ الجمعة؛ وتقول في التوقيت: ما رأيته مُذْ سنةٌ.
تاج العروس

مُنْذُ بَسِيطٌ ويأْتي له ما يُعَارضه مِن ذِكْر الأَقوال الدَّالَّة على الترْكِيب مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ . ومُذْ مَحْذُوفٌ مِنه وقد ذكرَه ابنُ سيده وغيره في مذمذ والصواب هنا وفي الصحاح : مُنْذُ مبنيٌّ على الضمّ ومُذْ مَبْنِيٌّ على السُّكون وتَكْسَر مِيمُها أَمَّا كسْر مِيمِ مُنذ فقد حكِيَ عن بني سُلَيْم يقولون : ما رأيْتُه مِنْذُ سِتٌّ بكسر الميم ورفع ما بَعْدَه وحكَى الفرّاءُ عن عُكْلٍ : مِذُ يومانِ بطرْح النون وكسر الميم وضم الذّال ويَلِيهِمَا اسمٌ مَجْرُورٌ وحينئذٍ فهما حَرْفَا جَرٍّ فُيجرّ ما بعدها ويكونان بِمَعْنَى مِنْ في الماضِي وبمعنى فِي في الحَاضِرِ وبمعنى مِن وإِلى جَميعاً في المَعْدُودِ كما رَأَيْتُه مُنْذُ يومِ الخَمِيسِ وفي التهذيب : قد اختلَفتِ العَربُ في مذ ومنذ فبعضهم يخْفِض بمذْ ما مضَى ويخفض بمنذ ما لم يمض وما مضى وما لم يَمْضِ وبعضهم يَرْفَع بمنذ ما مَضَى وما لَمْ يَمْضِ . والكلامُ أَن يُخْفَضَ بمذ ما لم يَمْضِ . ويُرْفع ما مضى وهو المُجْمَعُ عليه . يليهما اسمٌ مَرْفُوعٌ كمُنْذُ يَوْمَانِ وحينئذٍ مُبْتَدَآنِ ما بعدهما خَبَرٌ ومَعناهما الأَمَدُ في الحاضرِ والمَعْدُودِ وَأَوَّل المُدَّةِ في الماضِي وفي الصحاح : ويَصلُح أَن يَكونا اسمَينِ فتَرْفَع ما بعدهما على التاريخِ أَو على التَّوقيِتِ وتقول في التاريخ : ما رأَيته مُذْ يومُ الجُمعَة وتقول في التوقيت ما رأَيته مُذْ سَنَةٌ أَي أَمَدُ ذلك سَنَةٌ ولا يقع ها هنا إلا نكرة فلا تقول مذ سنة كذا وإنما تقول مذ سنة أَو ظَرْفَانِ مُخْبَرٌ بِهما عَمَّا بَعْدَهما ومعناهما بَيْنَ وبَيْنَ كلَقِيتُه مُنْذُ يَوْمانِ أَي بَيْنِي وبَيْنَ لِقَائِه يَوْمَانِ وقد رَدَّ هذا القولَ ابنُ الحاجِب وهذَّبَه البَدْرُ في تُحْفة الغريبِ قاله شيخنا وتَلِيهما الجُمْلَةُ الفِعْلِيَّةُ نحو قولِ الشاعر :

" مَا زَالَ مُذْ عَقَدتْ يَدَاهُ إِزَارَه أَو الجملة الاسْمِيَّة نحو قول الشاعر :

" ومَا زِلْتُ أَبْغِي المَالَ مُذْ أَنَا يافِعٌ

وحِينئذٍ هما ظَرْفَانِ مضافان إِلى الجُمْلَةِ أَو إِلى زَمَانٍ مُضافٍ إِليها أَي إِلى الجملة وقِيل : مُبْتَدآنِ . أَقوالٌ بَسطَها العلاَّمة ابنُ هِشَامٍ في المَغنى وأَصْل مُذْ مُنْذُ لرجوعِهِمْ إِلى ضَمِّ ذالِ مُذْ عِنْدَ مُلاقاةِ السكِنيْنِ كمُذُ اليَوْمِ ولولا أَنَّ الأَصْلَ الضمُّ لكَسَرُوا . وفي المحكم : قولُهُمْ ما رأَيْتُه مُذُ اليوم حَرَّكوها لالتقاءِ الساكِنين ولم يَكْسِرُوهَا لكنهم ضَمُّوها لأَن أَصلها الضمُّ في مُنذ قال ابنُ جِنِّي لكنه الأَصلُ الأَقْرَبُ أَلاَ تَرَى أَنّ أَوَّلَ حالِ هذه الذال أَن تكون ساكنةً وإِنما ضُمَّت لالتقاءِ الساكِنينِ إِتْبَاعاً لضَمَّةِ الميم فهذا على الحَقِيقَة هو الأَصْلُ الأَوّلُ قال : فأَمّا ضَمُّ ذالِ مُنذ فإِنما هو في الرُّتْبَة بعد سكونها الأَوّل المقَّدر ويَدُلُّك على أَنّ حَرَكَتها إِنما هي لالتقاءِ الساكنين أَنه لمَّا زالَ التقاؤُهما سكَنَتِ الذالُ فضَمُّ الذال إِذاً في قولهم مُذُ اليوم ومُذُ الليلَة إِنما هو رَدٌّ إِلى الأَصل الأَقربِ الذي هو منذُ دون الأَصل الأَبْعَد الذي هو سكون الذال في مُنذ قبل أَن تُحَرَّك فيما بعد ولِتَصْغِيرِهم إِيَّاهُ مُنَيْذٌ قال ابنُ جَنِّي : قد تُحْذَف النون من الأَسماءِ عَيْناً في قولهم مُذ وأَصله مُنْذُ ولو صَغَّرْتَ مَذ اسم رَجُلٍ لقلْتَ مُنَيْذ ورددت النونَ المَحْذُوفَةَ لَيَصِحّ لك وَزْنُ فُعَيْل . قلْت : وقد رُدَّ هذا القولُ أَيضاً كما هو مبسوطٌ في شُرُوحِ الفَصِيح أَو إِذَا كانَتْ مُذْ اسْماً فأَصْلُهَا مُنْذُ أَو حَرْفاً فهي أَصْلٌ . وهذا التفصيل هو الذي جَزَم به المالقيّ في رصف المَباني . ويُقال : مَا لَقِيتُه مُنْذَ اليَوْمِ ومُذَ اليَوْمِ بفتح ذالِهما أَو أْصْلُهما مِن الجَارَّةُ وذُو بمعنَى الَّذي قال الفرّاء في مذ ومنذ : هما حَرفانِ مبنيّانِ من حرفينِ : من " من " ومن " ذو " التي بمعنى الذي في لغة طَيِّئٍ فإِذا خُفِض بهما أُجرِيَتَا مُجْرَى مِنْ وإِذا رُفع بهماما بعدَهما بإِضمارٍ كان في الصِّلَة كأَنَّه قال مِن الذي هو يومانِ قال : وغَلَّبُوا الخَفْضَ في منذ لظهورِ النون . أَو مركب مِنْ مِنْ وإِذْ حُذِفت الهَمْزةُ لكثرةِ دَوَرَانِها في الكلامِ وجُعِلَتْ كلمةً واحدةً فالتَقَى سَاكِنان فضُمَّ الذَّالُ وقال سيبويه : مُنذ للزمانِ نظيرُه مِنْ للمكان وناسٌ يقولون إِن في الأَصل كلمتانِ : مِن إِذ جُعِلتا واحدةً قال : وهذا القول لا دليلٌ على صِحَّته أَو أَصْلُها مِنْ ذَا اسْم إِشَارَةٍ فالتقديرُ في : ما رأَيتُه مُذْ يَومانِ من ذا الوَقْتِ يَوْمَانِ وفي كلٍّ تَعَسُّفٌ وخُروجٌ عن الجَادَّة وقال ابن بُزُرْج يقال : ما رأَيته مُذ عامِ أَوَّلَ وقال أَبو هلالٍ : مذ عاماً أَوَّلَ وقال الآخَرُ : مذ عامٌ أَوَّلُ ومذ عامٌ الأَوَّلِ وقال نَجَّاد : مُذْ عامٌ أَوَّلُ وقال غيرُه : لم أَرَه مُذ يومانِ ولم أَره منذ يَومينِ يُرفع بمذ ويُخفض بمنْذ . وفي المحكم : مُنْذُ : تَحْدِيدُ غايَةٍ زَمَانيَّة النون فيها أَصلِيَّة رُفِعت على تَوَهُّمِ الغَايَةِ . وفي التهذيب : وقد أَجمعت العربُ على ضَمّ الذال مِن منذ إِذا كان بعدها مُتَحَرِّك أَو ساكِنٌ كقولك : لم أَره منذُ يَوْم ومَنْذُ اليوم وعلى إٍسكان مُذ إِذا كان بعدها مَتَحَرِّك وبتحريكها بالضمّ والكسر إِذا كانت بعدها أَلِفُ وَصْلٍ كقولك لم أَره مُذْ يومانِ ولم أَره مُذُ اليوم . وقال اللِّحيانيُّ : وبنو عُبَيْدٍ من غَنيٍّ يُحَرّكون الذالَ مِن مُذ عند المُتَحَرِّك والساكن ويرفَعون ما بَعْدَها فيقولُون مُذُ اليَوْمُ وبعضهم يكسِر عند الساكنِ فيقول مُذِ اليومُ قال : وليس بالوَجْه قال بعض النحويين ووَجُهُ جَوازِ هذا عِندي على ضَعْفِه أَنه شَبَّه ذالَ مُذ بدالِ قَدْ ولامِ هَلْ فكسَرَهَا حين احتاجَ إِلى ذلك كما كسرَ لامَ هَلْ ودال قَدْ وقال : بنو ضَبَّةَ والرِّبَابُ يَخْفِضُون بمذْ كُلَّ شيءٍ قال سيبويهِ : أَما مذْ فتكون ابتداءَ غايةِ الأَيّامِ والأَحيانِ كما كانت مِنْ فيما ذَكَرْتُ لك ولا تدخلُ واحدةٌ مِنهما على صاحِبَتها وذلك قولُك : ما لَقيتُه مُذ يوم الجمعة إِلى اليوم ومُذْ غُدْوَة إلى الساعة ومالقيته مُذ اليومِ إِلى ساعتك هذه فجعلت اليومَ أَوَّل غايتِك وأُجْرَيْتَ في بَابها كما جَرَتْ مِن حيث قلت مِنْ مكانِ كذا إِلى مكانِ كذا وتقول : ما رأَيته مذ يومينِ فجعلته غايةً كما قلت أَخذتُه من ذلك المكان فجعلْتَه غايةً ولم تُرِد مُنْتَهًى . هذا كلّه قولُ سيبويه والخلاف في ذلك مَبْسُوط في المُطَوَّلات . لقيته مُذ اليومِ إِلى ساعتك هذه فجعلت اليومَ أَوَّل غايتِك وأُجْرَيْتَ في بَابها كما جَرَتْ مِن حيث قلت مِنْ مكانِ كذا إِلى مكانِ كذا وتقول : ما رأَيته مذ يومينِ فجعلته غايةً كما قلت أَخذتُه من ذلك المكان فجعلْتَه غايةً ولم تُرِد مُنْتَهًى . هذا كلّه قولُ سيبويه والخلاف في ذلك مَبْسُوط في المُطَوَّلات

لسان العرب
قال الليث مُنْذُ النون والذال فيها أَصليان وقيل إِن بناء منذ مأْخوذ من قولك « من إِذ » وكذلك معناها من الزمان إِذا قلت منذ كان معناه « من إِذ » كان ذلك ومُنْذُ ومُذْ من حروف المعاني ابن بزرج يقال ما رأَيته مذ عامِ الأَوّلِ وقال العوام مُذْ عامٍ أَوّلَ وقال أَبو هلال مذ عاماً أَوّل وقال نَجاد مُذْ عامٌ أَوّلُ وقال غيره لم أَره مذ يومان ولم أَره منذ يومين يرفع بمذ ويخفض بمنذ وقد ذكرناه في مذذ ابن سيده منذ تحديد غاية زمانية النون فيها أَصلية رفعت على توهم الغاية قيل وأَصلها « من إِذ » وقد تحذف النون في لغة ولما كثرت في الكلام طرحت همزتها وجعلت كلمة واحدة ومذ محذوفة منها تحديد غاية زمانية أَيضاً وقولهم ما رأَيته مُذُ اليوم حركوها لالتقاء الساكنين ولم يكسروها لكنهم ضموها لأَن أَصلها الضم في منذ قال ابن جني لكنه الأَصل الأَقرب أَلا ترى أَن أَوّل حال هذه الذال أَن تكون ساكنة ؟ وإِنما ضمت لالتقاء الساكنين إِتباعاً لضمة الميم فهذا على الحقيقة هو الأَصل الأَوّل قال فأَما ضم ذال منذ فإِنما هو في الرتبة بعد سكونها الأَوّل المقدّر ويدلك على أن حركتها إِنما هي لالتقاء الساكنين أَنه لما زال التقاؤهما سكنت الذال فضمُّ الذال إِذاً في قولهم مذ اليوم ومذ الليلة إِنما هو رد إِلى الأَصل الأَقرب الذي هو منذ دون الأَصل إِلى بعد الذي هو سكون الذال في منذ قبل أَن تحرك فيما بعد وقد اختلفت العرب في مذ ومنذ فبعضهم يخفض بمذ ما مضى وما لم يمض وبعضهم يرفع بمنذ ما مضى وما لم يمض والكلام أَن يخفض بمذ ما لم يمض ويرفع ما مضى ويخفض بمنذ ما لم يمض وما مضى وهو المجتمع عليه وقد أَجمعت العرب على ضم الذال من منذ إِذا كان بعدها متحرك أَو ساكن كقولك لم أَره منذ يوم ومنذ اليوم وعلى اسكان مذ إِذا كانت بعدها أَلف وصل ومثله الأَزهري فقال كقولك لم أَره مذ يومان ولم أَره مذ اليوم وسئل بعض العرب لم خفضوا بمنذ ورفعوا بمذ فقال لأَن منذ كانت في الأَصل من إِذ كان كذا وكذا وكثر استعمالها في الكلام فحذفت الهمزة وضمت الميم وخفضوا بها على علة الأَصل قال وأَما مذ فإِنهم لما حذفوا منها النون ذهبت الآلة الخافضة وضموا الميم منها ليكون أَمتن لها ورفعوا بها ما مضى مع سكون الذال ليفرقوا بها بين ما مضى وبين ما لم يمض الجوهري منذ مبني على الضم ومذ مبني على السكون وكل واحد منهما يصلح أَن يكون حرف جر فتجر ما بعدهما وتجريهما مجرى في ولا تدخلهما حينئذ إِلا على زمان أَنت فيه فتقول ما رأَيته منذ الليلة ويصلح أَن يكونا اسمين فترفع ما بعدهما على التاريخ أَو على التوقيت وتقول في التاريخ ما رأَيته مذ يومُ الجمعة وتقول في التوقيت ما رأَيته مذ سنةٌ أَي أَمد ذلك سنة ولا يقع ههنا إِلا نكرة فلا تقول مذ سنةُ كذا وإِنما تقول مذ سنةٌ وقال سيبويه منذ للزمان نظيره من للمكان وناس يقولون إِن منذ في الأَصل كلمتان « من إِذ » جعلتا واحدة قال وهذا القول لا دليل على صحته ابن سيده قال اللحياني وبنو عبيد من غنيّ يحركون الذال من منذ عند المتحرك والساكن ويرفعون ما بعدها فيقولون مذُ اليومُ وبعضهم يكسر عند الساكن فيقول مذِ اليومُ قال وليس بالوجه قال بعض النحويين ووجه جواز هذا عندي على ضعفه أَنه شبَّه ذال مذ بدال قد ولام هل فكسرها حين احتاج إِلى ذلك كما كسر لام هل ودال قد وحكي عن بني سليم ما رأَيته مِنذ سِتٌّ بكسر الميم ورفع ما بعده وحكي عن عكل مِذُ يومان بطرح النون وكسر الميم وضم الذال وقال بنو ضبة والرباب يخفضون بمذ كل شيء قال سيبويه أَما مذ فيكون ابتداء غاية الأَيام والأَحيان كما كانت من فيما ذكرت لك ولا تدخل واحدة منهما على صاحبتها وذلك قولك ما لقيته مذ يوم الجمعة إِلى اليوم ومذ غدوةَ إِلى الساعة وما لقيته مذ اليومِ إِلى ساعتك هذه فجعلت اليوم أَول غايتك وأَجْرَيْتَ في بابها كما جرت من حيث قلت من مكان كذا إِلى مكان كذا وتقول ما رأَيته مذ يومين فجعلته غاية كما قلت أَخذته من ذلك المكان فجعلته غاية ولم ترد منتهى هذا كله قول سيبويه قال ابن جني قد تحذف النون من الأَسماء عيناً في قولهم مذ وأَصله منذ ولو صغرت مذ اسم رجل لقلت مُنَيْذ فرددت النون المحذوفة ليصح لك وزن فُعَيْل التهذيب وفي مذ ومنذ لغات شاذة تكلم بها الخَطِيئَة من أَحياء العرب فلا يعبأُ بها وإِن جمهور العرب على ما بين في صدر الترجمة وقال الفراء في مذ ومنذ هما حرفان مبنيان من حرفين من من ومن ذو التي بمعنى الذي في لغة طيء فإِذا خفض بهما أُجريتا مُجْرى من وإِذا رفع بهما ما بعدهما بإِضمارٍ كان في الصلة كأَنه قال من الذي هو يومان قال وغلَّبوا الخفض في منذ لظهور النون
الرائد
* منذ. 1-حرف جر: (أ) إن كان الزمان ماضيا كانت بمعنى «من»، نحو: «ما سافرت منذ سنة». (ب) إن كان الزمان حاضرا كانت بمعنى «في»، نحو: «منذ يومنا»، أي في هذا اليوم الحاضر. (ج) إن كان المعنى معدودا كانت بمعنى «من» و «إلى»، نحو: «ما قرأت كتابا منذ ثلاثة أسابيع»، أي من ثلاثة أسابيع، أو إلى ثلاثة أسابيع. 2-يكون الاسم بعدها مرفوعا، نحو: «ما رأيته منذ يوم الأحد، أو منذ يومان». وهي: (أ) مبتدأ وما بعدها خبر. (ب) ظرف مضاف لجملة حذف فعلها وبقي فاعلها، والأصل: «منذ كان يومان». 3-يكون بعدها جملة فعلية أو إسمية، نحو: «ما زلت أطلب العلم منذ أنا فتى». وتكون حينئذ ظرفا مضافا إلى الجملة.


ساهم في نشر الفائدة:




تعليقـات: