الأَراك أَو شجر المسواك ، واحدته : أَراكة : نبات شُجيري من الفصيلة الأَراكية ، كثير الفروع ، خوّار العود ، متقابل الأَوراق
له ثمار حمر دكناء تؤكل ، ينبت في البلاد الحارة ، ويوجد في صحراء مصر الجنوبية الشرقية
,
دَمَّهُ
ـ دَمَّهُ : طَلاهُ ، ـ دَمَّ البَيْتَ : جَصَّصَهُ ، ـ دَمَّ السَّفينَةَ : قَيَّرَها ، ـ دَمَّ العَيْنَ : طَلَى ظاهِرها بدِمامٍ ، كدَمَّمَهُ ، ـ دَمَّ الأرضَ : سَوَّاها ، ـ دَمَّهُ فُلاناً : عَذَّبَهُ عَذاباً تامّاً ، وشَدَخَ رأسَهُ ، وشَجَّهُ ، وضَرَبَه ، وأسْرَعَ ، ـ دَمَّ القومَ : طَحَنَهُم فأهْلَكَهُم ، كدَمْدَمَهُم ، دَمَّ عليهم ، ـ دَمَّ اليَرْبوعُ جُحْرَهُ : غَطَّاهُ وسَوَّاهُ ، ـ دَمَّ الحصانُ الحِجْرَ : نَزا عليها ، ـ دَمَّ الكَمْأَةَ : سَوَّى عليها التُّرابَ . ـ قِدْرٌ دَمِيمٌ ودَمِيمَةٌ : مَطْلِيَّةٌ بالطِّحالِ أو الكَبِدِ أو الدَّمِ بعدَ الجَبْرِ . ـ الدِّمَمُ : التي يُسَدُّ بها خَصاصاتُ البِرامِ من دَمٍ أو لِبَأ . ـ الدَّمُ والدِّمامُ : ما طُلي به ، ودَواءٌ يُطْلَى به جَبْهَةُ الصَّبِيِّ ، وسَحابٌ لا ماءَ فيه . ـ المَدْمومُ : المُتناهي السِّمَنِ ، المُمْتَلِئُ بالشَّحْمِ . ـ الدِّمَّةُ : القَمْلَةُ ، والنَّمْلَةُ ، والرجُلُ القصيرُ الحَقيرُ ، والهِرَّةُ ، والبَعَرَةُ ، ومَرْبَضُ الغَنَمِ ، ـ الدُمَّةُ : الطَّريقَةُ ، ولُعْبَةٌ . ـ المِدَمَّةُ : خَشَبَةٌ ذاتُ أسْنانٍ تُدَمُّ بها الأرضُ . ـ الدُّمَّةُ والدُّمَمَةُ ، والدامَّاءُ : إحدَى جِحَرَةِ اليَرْبوع ، وترابٌ يَجْمَعُه اليَرْبوعُ ، ويُخْرِجُه من الجُحْرِ ، فَيُسوي به بابَهُ , ج : دَوامُّ . ـ الدَميمٍ : الحَقيرُ , ج : دِمِامٍ ، وهي : الدَميمه . ج : دمائمُ ودِمامٌ أيضاً , وقد دَمَمَتْ تَدِمُّ وتَدُمُّ . ودَمِمْتَ ، ودُمْتَ ، ـ دَمامَةً : أسَأْتَ . ـ أدْمَمْتَ : قَبَّحْتَ الفِعْلَ . ـ الدَّيْمومُ والدَّيْمومَةُ : الفَلاةُ الواسعَةُ . ـ الدَّمْدَمَةُ : الغَضَبُ . ـ دَمْدَمَ عليه : كلَّمَهُ مُغْضَباً . ـ الدَّمْدَامَةُ : عُشْبَةٌ لها عِرْقٌ كالجَزَرِ ، يُؤْكَلُ حُلْوٌ جِدّاً , ج : دَمْدَامٌ . ـ الدَّمُّ : نَباتٌ ، ولُغَةٌ في الدَّمِ المُخَفَّفَةِ ، ـ الدِّمُّ : الأدْرَةُ . ـ الدُّمادِمُ صِنْفانِ : أحْمَرُ قانِئٌ ، والثاني أحْمَرُ أيضاً ، إلا أن في رأسِهِ سَواداً ، وهُما قاطِعانِ للُعابِ ، وشُرْبُ نِصفِ دانِقٍ منهُما مُقَوٍّ لأَدْمِغَةِ الصِبْيانِ . ـ الدِمْدِمُ : يَبيس الكَلَأِ ، وأُصولُ الصِلِّيانِ المُحيلِ . ـ دَمْدَمٍ : موضع . ـ دِمِمَّى : قرية على الفُراتِ . ـ أدَمَّ : أقْبَحَ ، أو وُلِدَ له وَلَدٌ دَمِيمٌ . ـ الدُّمَمَاءُ : دامَّاءُ اليَرْبوعِ . ـ المُدَمَّمُ : المَطْوِيُّ من الكِرارِ .
المعجم: القاموس المحيط
مؤشّر لأداء السهم
نسبة القيمة السوقية لورقة مالية إلى قيمتها الدفترية . ، وتعني بالانجليزية : Market to book value
المعجم: مالية
أرش
" أَرَّش بينهم : حَمَل بعضَهم على بعض وحَرَّش . والتَّأْرِيش : التَّحْرِيشُ ؛ قال رؤبة : أَصْبَحْت من حِرْصٍ على التَّأْرِيش وأَرَّشْتُ بين القوم تَأْرِيشاً : أَفسدت . وتَأْرِيش الحرْب والنار : تَأْرِيثُهما . والأَرْش من الجراحات : ما ليس له قدر معلوم ، وقيل : هو دِيَةُ الجراحات ، وقد تكرر في الحديث ذكر الأَرْشِ المشروع في الحُكومات ، وهو الذي يأْخذه المشتري من البائع إِذا اطَّلَع على عيب في المَبيع ، وأُرُوش الجنايات والجراحات جائزة لها عما حصل فيها من النَّقْص ، وسُمِّي أَرْشاً لأَنه من أَسباب النزاع . يقال : أَرَّشْت بين القوم إِذا أَوقعت بينهم ؛ وقول رؤبة : أَصْبِحْ ، فَمَا من بَشَرٍ مَأْرُوشِ يقول : إِن عِرضي صحيح لا عيب فيه . والمَأْرُوش : المَخْدوش ؛ وقال ابن الأَعرابي : يقول انْتَظِرْ حتى تَعْقِل فليس لك عندنا أَرْش إِلا الأَسِنَّة ، يقول : لا نَقْتل إِنساناً فَنَدِيه أَبداً . قال : والأَرْش الدِّيَةُ . شمر عن أَبي نَهْشلٍ وصاحبِه : الأَرْشُ الرشْوَة ، ولم يعرفاه في أَرْش الجراحات ، وقال غيرهما : الأَرْش من الجراحات كالشَّجَّة ونحوِها . وقال ابن شميل : ائْتَرِشْ من فلان خُماشَتَك يا فلانُ أَي خُذ أَرْشَها . وقد ائْتَرَشَ للخُماشة واسْتَسْلم للقِصاص . وقال أَبو منصور : أَصل الأَرْش الخَدْش ، ثم قيل لما يؤخذ دِيَةً لها : أَرْش ، وأَهل الحجاز يسمونه النَّذْر ، وكذلك عُقْر المرأَة ما يؤخذ من الواطئ ثمناً لبُضْعها ، وأَصله من العَقْر كأَنه عَقَرها حين وطئها وهي بكر فاقْتَضَّها ، فقيل لما يؤخذ بسبب العَقْر : عُقْر . وقال القتيبي : يقال لما يدفع بين السلامة والعيب في السِّلْعة أَرْش ، لأَن المُبْتاع للثوب على أَنه صحيح إِذا وقف فيه على خَرْق أَو عيب وقع بينه وبين البائع أَرْش أَي خصومة واختلاف ، من قولك أَرَّشْت بين الرجلين إِذا أَغْرَيت أَحدهما بالآخر وأَوقعت بينهما الشَّرَّ ، فسمي ما نَقَص العيبُ الثوبَ أَرْشاً إِذا كان سبباً للأَرْش . "
المعجم: لسان العرب
ذقن
" الجوهري : ذَقَنُ الإنسان مُجْتَمع لَحْيَيْه . ابن سيده : الذَّقَن والذِّقْنُ مجتمع اللَّحْيَين من أَسفلهما ؛ قال اللحياني : هو مذكر لا غير ، قال : وفي المثل : مُثْقَلٌ استعان بذَقَنِه وذِقْنِه ؛ يقال هذا لمن يستعين بمن لا دفع عنده وبمن هو أَذل منه ، وقيل : يقال للرجل الذليل يستعين برجل آخر مثله ، وأَصله أَن البعير يحمل عليه الحمل الثقيل فلا يقدر على النهوض ، فيعتمد بذَقَنه على الأَرض ، وصحَّفه الأَثرَمُ عليّ بن المغيرة بحضرة يعقوب فقال : مُثْقَلٌ استعان بدَفَّيْه ، فقال له يعقوب : هذا تصحيف إنما هو استعان بذَقَنه ، فقال له الأَثرم : إنه يريد الرياسة بسرعة ثم دخل بيته ، والجمع أَذقان . وفي التنزيل العزيز : ويخِرُّون للأَذقان سجداً ؛ واستعاره امرؤ القيس للشجر ووصف سحاباً فقال : وأَضْحَى يَسُحُّ الماءَ عن كل فِيقةٍ ، يَكُبُّ على الأَذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبل . والذَّاقِنةُ : ما تحت الذَّقَن ، وقيل : الذَّاقِنة رأْس الحلقوم . وفي الحديث عن عائشة ، رضي الله عنها : تُوفي رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، بين سَحْري ونَحْري وحاقِنَتي وذاقِنَتي ؛ قال أَبو عبيد : الذاقنة طرف الحلقوم ، وقيل : الذاقِنة الذَّقَنُ ، وقيل : ما يناله الذَّقَنُ من الصدر . ابن سيده : الحاقِنة الترْقُوة ، وقيل : أَسفل البطن مما يلي السرَّة ، قال أَبو عبيد :، قال أَبو زيد وفي المثل لأُلْحِقَنَّ حَواقِنك بذَواقِنك ، فذكرت ذلك للأَصمعي فقال : هي الحاقِنة والذاقنة ، قال : ولم أَره وقف منهما على حدّ معلوم ، فأَما أَبو عمرو فإِنه ، قال : الذاقنة طرفُ الحلقوم الناتئ ، وقال ابن جَبَلة :، قال غيره الذاقِنة الذَّقَنُ . وذَقَنَ الرجلُ : وضع يده تحت ذقنه . وفي حديث عمر ، رضي الله عنه : أَن عمران بن سَوادة ، قال له : أَربع خصال عاتَبَتْكَ عليها رَعيَّتُك ، فوضع عُودَ الدِّرَّة ثم ذقَن عليها وقال : هاتِ وفي رواية : فذَقَن بسوطه يستمع . يقال : ذقَنَ على يده وعلى عصاه ، بالتشديد والتخفيف ، إذا وضعه تحت ذَقَنِه واتكأَ عليه . وذَقَنه يَذْقنُه ذَقْناً : أَصاب ذقنَه ، فهو مَذْقون . وذقَنْتُه بالعصا ذَقْناً : ضربته بها . وذَقَنَه ذَقْناً : قفَدَه . والذَّقون من الإِبل التي تُميل ذقَنَها إلى الأَرض تستعين بذلك على السير ، وقيل : هي السريعة ، والجمع ذُقُنٌ ؛ قال ابن مقبل : قد صَرَّحَ السيرُ عن كُتمانَ ، وابتُذِلت وَقْعُ المَحاجِنِ بالمَهْريَّة الذُّقُنِ . أَي ابْتُذلتِ المهْرية الذُّقُن بوقع المحاجن فيها نضربها بها ، فقلب وأَنث الوَقع حيث كان من سبب المحاجن . والذاقِنة : كالذَّقون ؛ عن ابن الأَعرابي ؛
وأَنشد ابن بري : أَنْعَتُ دَلواً ذَقَنَى ما تَعْتَدِلْ . ودلو ذَقون من ذلك . الأَصمعي : إذا خَرَزْتَ الدلو فجاءت شفتها مائلة قيل ذَقَنَتْ تَذْقَن ذَقَناً . وناقة ذَقون : تُرْخي ذقَنها في السير ، وفي التهذيب : تحرك رأْسها إذا سارت . وامرأَة ذَقناء : ملتوية الجهاز . وفي نوادر العرب : ذاقَنَني فلانٌ ولاقَنَني ولاغَذَني أَي لازَّني وضايقني . والذِّقْنُ : الشَّيْخ . وذِقانُ : جبل . "
المعجم: لسان العرب
رجم
" الرَّجْمُ : القتل ، وقد ورد في القرآن الرَّجْمُ القتل في غير موضع من كتاب الله عز وجل ، وإِنما قيل للقتل رَجْمٌ لأَنهم كانوا إِذا قتلوا رجلاً رَمَوْهُ بالحجارة حتى يقتلوه ، ثم قيل لكل قتل رَجْمٌ ، ومنه رجم الثيِّبَيْنِ إِذا زَنَيا ، وأَصله الرمي بالحجارة . ابن سيده : الرَّجْمُ الرمي بالحجارة . رَجَمَهُ يَرْجُمُهُ رَجْماً ، فهو مَرْجُوم ورَجِيمٌ . والرَّجْمُ : اللعن ، ومنه الشيطان الرَّجِيمُ أَي المَرْجُومُ بالكَواكب ، صُرِفَ إِلى فَعِيلٍ من مَفْعُولٍ ، وقيل : رَجِيم ملعون مَرْجوم باللعنة مُبْعَدٌ مطرود ، وهو قول أَهل التفسير ، قال : ويكون الرَّجيمُ بمعنى المَشْتُوم المَنسْوب من قوله تعالى : لئِنْ لم تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّك ؛ أَي لأَسُبَّنَّكَ . والرَّجْمُ : الهِجْرانُ ، والرَّجْمُ الطَّرْدُ ، والرَّجْمُ الظن ، والرجم السَّب والشتم . وقوله تعالى ، حكاية عن قوم نوح ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام : لتَكونَنَّ من المَرْجومينَ ؛ قيل : المعنى من المَرْجومين بالحجارة ، وقد تَراجَمُوا وارْتَجَمُوا ؛ عن ابن الأَعرابي وأَنشد : فهي تَرامى بالحَصى ارْتِجامها والرَّجْمُ : ما رُجِمَ به ، والجمع رُجومٌ . والرُّجُمُ والرُّجُوم : النجوم التي يرمى بها . التهذيب : والرَّجْمُ اسم لما يُرْجَمُ به الشيء المَرْجوم ، وجمعه رُجومُ . قال الله تعالى في الشُّهُب : وجعلناها رُجوماً للشياطين ؛ أَي جعلناها مَرامي لهم . وتَراجَمُوا بالحجارة أَي تَرامَوْا بها . وفي حديث قتادة : خلق الله هذه النجوم لثلاثٍ : زينةً للسماء ، ورُجوماً للشياطين ، وعَلاماتٍ يُهْتَدى بها ؛ قال ابن الأَثير : الرُّجُومُ جمع رَجْمٍ ، وهو مصدر سمي به ، ويجوز أَن يكون مصدراً لا جمعاً ، ومعنى كونها رُجُوماً للشياطين أَن الشُّهُبَ التي تَنْقَضُّ في الليل منفصلةٌ من نار الكواكب ونورِها ، لا أَنهم يُرْجَمُونَ بالكواكب أَنفسها ، لأَنها ثابتة لا تزول ، وما ذاك إِلا كَقَبسٍ يُؤْخَذُ من نار والنار ثابتة في مكانها ، وقيل : أَراد بالرُّجوم الظُّنون التي تُحْزَرُ وتُظَنُّ ؛ ومنه قوله تعالى : سَيقُولونَ ثَلاثةٌ رابعهم كَلْبُهُمْ ويقولون خَمْسَةٌ سادِسُهم كَلْبُهُمْ رَجْماً بالغيب ؛ وما يعانيه المُنَجِّمُونَ من الحَدْسِ والظن والحُكْمِ على اتصال النجوم وانفصالها ، وإِياهم عنى بالشياطين لأَنهم شياطين الإِنْس ، قال : وقد جاء في بعد الأَحاديث : من اقْتَبَسَ باباً من علم النجوم لغير ما ذكر الله فقد اقتبس شُعْبَةً من السحر ، المُنَجِّمُ كاهِنٌ والكاهن ساحر والساحر كافر ؛ فجعل المُنَجِّمَ الذي يتعلم النجوم للحكم بها وعليها وينسب التأْثيرات من الخير والشر إِليها كافراً ، نعوذ بالله من ذلك . والرَّجْمُ : القول بالظن والحَدْسِ ، وفي الصحاح : أَن يتكلم الرجل بالظن ؛ ومنه قوله : رجْماً بالغيب . وفرس مِرْجَمٌ : يَرْجُمُ الأَرض بحَوافره ، وكذلك البعير ، وهو مَدْحٌ ، وقيل : هو الثقيل من غير بُطْء ، وقد ارْتَجَمَتِ الإِبل وتَراجَمَتْ . وجاء يَرْجُمُ إِذا مَرَّ يَضْطَرِمُ عَدْوُهُ ؛ هذه عن اللحياني . وراجَمَ عن قومه : ناضَلَعنهم . والرِّجامُ : الحجارة ، وقيل : هي الحجارة المجتمعة ، وقيل : هي كالرِّضام وهي صخور عظام أَمثال الجُزُرِ ، وقيل : هي كالقُبور العادِيَّةِ ، واحدتها رُجْمةٌ ، والرُّجْمةُ حجارة مرتفعة كانوا يطوفون حولها ، وقيل : الرُّجُمُ ، بضم الجيم ، والرُّجْمَةُ ، بسكون الجيم جميعاً ، الحجارة التي تُنْصَبُ على القبر ، وقيل : هما العلامةُ . والرُّجْمة والرَّجْمة : القبر ، والجمع رِجامٌ ، وهو الرَّجَمُ ، بالتحريك ، والجمع أَرْجامٌ ، سمي رَجَماً لما يجمع عليه من الأَحجار ؛ ومنه قول كَعْب ابن زُهَيْرٍ : أَنا ابنُ الذي لم يُخْزِني في حَياتِه ، ولم أُخْزِه حتى أُغَيَّبَ في الرَّجَمْ (* قوله « أغيب » كذا في الأصل ، والذي في التهذيب : تغيب ). والرَّجَمُ ، بالتحريك : هو القبر نفسه . والرُّجْمَة ، بالضم ، واحد الرُّحَمِ والرِّجامِ ، وهي حجارة ضِخامٌ دون الرِّضامِ ، وربما جمعت على القبر ليُسَنَّمَ ؛
وأَنشد ابن بري لابن رُمَيْضٍ العَنْبَرِيّ : بَسِيلُ على الحاذَيْنِ والسَّتِّ حَيضُها ، كما صَبّ فوقَ الرُّجْمةِ الدّمَ ناسِكُ السَّتُّ : لغة في الاسْتِ . الليث : الرُّجْمة حجارة مجموعة كأَنها قُبورُ عادٍ والجمع رِجام . الأَصمعي : الرُّجْمةُ دون الرِّضام والرضام صخور عِظام تجمع في مكان . أَبو عمرو : الرِّجامُ الهِضابُ ، واحدتها رُجْمة . ورِجامٌ : موضع ؛ قال لبيد : عَفَتِ الدِّيارُ : مَحَلُّها فَمُقامُها بِمِنىً ، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والرَّجَمُ والرِّجامُ : الحجارة المجموعة على القبور ؛ ومنه قول عبد الله بن مُغَفَّلٍ المُزَنِيّ : لا تَرْجُموا قبري أَي لا تجعلوا عليه الرَّجَمَ ، وأَراد بذلك تسوية القبر بالأَرض ، وأَن لا يكون مُسَنَّماً مرتفعاً كما ، قال الضحاك في وصيته : ارْمُسُوا قبري رَمْساً ؛ وقال أبو بكر : معنى وصيته لبَنِيه لا تَرْجُمُوا قبري معناه لا تَنُوحُوا عند قبري أَي لا تقولوا عنده كلاماً سَيِّئاً قبيحاً ، من الرَّجْم السب والشتم ؛ قال الجوهري : المحدّثون يروونه لا تَرْجُمُوا ، مخففاً ، والصحيح تُرَجِّمُوا مشدداً ، أَي لا تجعلوا عليه الرَّجَمَ وهي الحجارة ، والرَّجْماتُ : المَنارُ ، وهي الحجارة التي تجمع وكان يُطاف حولها تُشَبَّهُ بالبيت ؛
وأَنشد : كما طافَ بالرَّجْمَةِ المُرْتَجِمْ ورَجَمَ القبر رَجْماً : عمله ، وقيل : رَجَمَه يَرْجُمه رَجْماً وضع عليه الرَّجَم ، بالفتح والتحريك ، التي هي الحجارة . والرَّجَمُ أَيضاً : الحُفْرَةُ والبئر والتَّنُّور . أَبو سعيد : ارْتَجَمَ الشيءُ وارْتَجَنَ إِذا ركب بعضُه بعضاً . والرُّجْمَةُ ، بالضم : وِجارُ الضبع . ويقال : صار فلان مُرَجَّماً لا يوقف على حقيقة أَمره ؛ ومنه الحديث المُرَجَّمُ ، بالتشديد ؛ قال زهير : وما هُوَ عنها بالحَديث المُرَجَّمِ والرَّجْمُ : القَذْفُ بالغيب والظنّ ؛ قال أَبو العِيال الهُذَليّ : إِنَّ البَلاءَ ، لَدَى المَقاوِسِ ، مُخْرِجٌ ما كا من غَيْبٍ ، ورَجْمِ ظُنونِ وكلام مُرَجَّمٌ : عن غير يقين . وفي التنزيل العزيز : لأَرْجُمَنَّكَ أَي لأَهْجُرَنَّكَ ولأَقولنَّ عنك بالغيب ما تكره . والمَراجمُ : الكلِمُ القَبيحة . وتَراجَموا بينهم بمَراجِمَ : تَرامَوْا . والرِّجامُ : حجر يشد في طَرَف الحبل ، ثم يُدَلَّى في البئر فتُخَضْخَض به الحَمْأَة حتى تثور ، ثم يُسْتَقَى ذلك الماءُ فتستنقى البئرُ ، وهذا كله إِذا كانت البئر بعيدة القعر لا يقدرون على أَن ينزلوا فَيُنْقُوها ، وقيل : هو حجر يشد بَعَرْقوَةِ الدَّلو ليكون أَسرع لانْحِدارها ؛
قال : كأَنَّهُما ، إِذا عَلَوَا وجِيناً ومَقْطَعَ حَرَّةٍ ، بَعَثا رِجاما وصف عَيْراً وأَتاناً يقول : كأَنما بعثا حجارة . أَبو عمرو : الرِّجامُ ما يُبْنى على البئر ثم تُعَرَّضُ عليه الخشبةُ للدلو ؛ قال الشماخ : على رِجامَيْنِ من خُطَّافِ ماتِحَةٍ ، تَهْدِي صُدُورَهُما وُرْقٌ مَراقِيلُ الجوهري : الرِّجامُ المِرْجاس ، قال : وربما شُدّ بطرف عَرْقُوَةِ الدلو ليكون أَسرع لانحدارها . ورجل مِرْجَمٌ ، بالكسر ، أَي شديد كمأَنه يُرْجَمُ به مُعادِيه ؛ ومنه قول جرير : قد عَلِمَتْ أُسَيِّدٌ وخَضَّمُ أَن أَبا حَرْزَمَ شيخ مِرْجَمُ وقال ابن الأَعرابي : دفع رجل رجلاً فقال : لَتَجِدَنِّي ذا مَنْكِبٍ مِزْحَم ورُكْنٍ مِدْعَم ولسان مِرجَم . والمِرْجامُ : الذي تُرْجَمُ به الحجارة . ولسان مِرْجَمٌ إذا كان قَوَّالاً . والرِّجامانِ : خشبتان تنصبان على رأْس البئر يُنْصبُ عليهما القَعْوُ ونحوه من المَساقي . والرَّجائم : الجبال التي ترمي بالحجارة ، واحدتها رَجِيمةٌ ؛ قال أَبو طالب : غِفارِية حَلَّتْ بِبَوْلانَ حَلَّةً فَيَنْبُعَ ، أَو حَلَّتْ بَهَضْبِ الرَّجائم والرَّجْمُ : الإِخْوانُ : عن كراع وحده ، واحدهم رَجْمٌ ورَجَمٌ ؛ قال ابن سيده : ولا أَدري كيف هذا . وقال ثعلب : الرَّجْمُ الخَليل والنَّدِيم . والرُّجْمَةُ : الدُّكَّانُ الذي تعتمد عليه النخلة الكريمة ؛ عن كراع وأَبي حنيفة ، قالا : أَبدلوا الميم من الباء ، قال : وعندي أَنها لغة كالرُّجْبَةِ . ومَرْجُومٌ : لقب رجل من العرب كان سيِّداً ففاخر رجلاً من قومه إِلى بعض ملوك الحِيرة فقال له : قد رَجَمْتُك بالشرف ، فسمي مَرْجُوماً ؛ قال لبيد : وقَبِيلٌ ، من لُكَيْزٍ ، شاهِدٌ ، رَهْطُ مَرْجُومٍ ورَهْطُ ابن المُعَلّ ورواية من رواه مَرْحُوم ، بالحاء خطأ ، وأَراد ابن المُعَلَّى وهو جَدُّ الجارودِ بن بشير بن عمرو بن المُعَلَّى . والرِّجامُ : موضع ؛
قال : بمِنىً ، تأَبَّدَ غَوْلُها فرِجامُها والتَّرْجُمانُ والتُّرْجُمانُ : المفسِّر ، وقد تَرْجَمَهُ وتَرْجَمَ عنه ، وهو من المثل الذي لم يذكره سيبويه . قال ابن جني : أَما تَرْجُمانُ فقد حكيت فيه تُرْجُمان ، بضم أَوله ، ومثاله فُعْلُلان كعُتْرُفان ودُحْمُسان ، وكذلك التاء أَيضاً فيمن فتحها أَصلية ، وإِن لم يكن في الكلام مثل جَعْفُرٍ لأَنهُ قد يجوز مع الأَلف والنون من الأَمثله ما لولاهما لم يجز ، كعُنْفُوان وخِنْذِيان ورَيْهُقان ، أَلا ترى أَنه ليس في الكلام فُعْلُوٌ ولا فِعْلِيٌ ولا فَيْعُلٌ ؟ ويقال : قد تَرْجَمَ كلامَه إِذا فسره بلسان آخر ؛ ومنه التَّرْجَمانُ ، والجمع التَّراجِمُ مثل زَعْفَرانٍ وزَعافِر ، وصَحْصحان وصَحاصِح ؛ قال : ولك أَن تضم التاء لضمة الجيم فتقول تُرْجُمان مثل يَسْرُوع ويُسْروع ؛ قال الراجز : ومَنْهل وَرَدْتُه التِقاطا لم أَلْقَ ، إِذْ وَرَدْتُه ، فُرَّاطا إِلا الحمامَ الوُرْقَ والغَطاطا ، فهُنَّ يُلْغِطْنَ به إِلْغاطا ، كالتُّرْجُمان لَقِيَ الأَنْباطا "
المعجم: لسان العرب
ذوق
" الذّوْقُ : مصدر ذاقَ الشيءَ يذُوقه ذَوقاً وذَواقاً ومَذاقاً ، فالذَّواق والمَذاق يكونان مصدرين ويكونان طَعْماً ، كما تقول ذَواقُه ومذاقُه طيّب ؛ والمَذاق : طَعْمُ الشيء . والذَّواقُ : هو المأْكول والمشروب . وفي الحديث : لم يكن يَذُمُّ ذَواقاً ، فَعال بمعنى مفعول من الذَّوْقِ ، ويقع على المصدر والاسم ؛ وما ذُقْتُ ذَواقاً أَي شيئاً ، وتقول : ذُقْتُ فلاناً وذُقْتُ ما عنده أَي خَبَرْته ، وكذلك ما نزل بالإِنسان من مَكروه فقد ذاقَه . وجاء في الحديث : إِنَّ الله لا يحبّ الذّوّاقِين والذّوَّاقات ؛ يعني السريعِي النكاحِ السريعِي الطلاقِ ؛ قال : وتفسيره أَن لا يَطْمئنّ ولا تطمئنّ كلما تزوّج أَو تزوّجت كَرِها ومدَّا أَعينهما إِلى غيرهما . والذَّوَّاق : المَلُول . ويقال : ذُقت فلاناً أَي خبَرْته وبُرْتُه . واسْتَذَقْت فلاناً إِذا خبرته فلم تَحْمَد مَخْبَرَته ؛ ومنه قول نَهْشل بن حرِّيٍّ : وعَهْدُ الغانِياتِ كعَهْدِ قَيْنٍ ، وَنَتْ عنه الجَعائلُ ، مسْتَذاقِ كبَرْقٍ لاحَ يُعْجِبُ مَنْ رآه ، ولا يَشْفِي الحَوائم من لَماقِ يريد أَنّ القَيْنَ إِذا تأَخَّر عنه أَجرُه فسدَ حاله مع إِخوانه ، فلا يَصِل إلى الاجتماع بهم على الشَّراب ونحوه . وتَذَوَّقْته أَي ذُقْته شيئاً بعد شيء . وأَمر مُستَذاقٌ أَي مُجَرَّبٌ معلوم . والذَّوْقُ : يكون فيما يُكره ويُحمد . قال الله تعالى : فأَذاقَها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوْفِ ؛ أَي ابْتَلاها بسُوء ما خُبِرت من عِقاب الجوع والخَوْف . وفي الحديث : كانوا إِذا خرجوا من عنده لا يَتفرَّقون إِلا عن ذَواق ؛ ضَرب الذواق مثلاً لما يَنالون عنده من الخير أَي لا يَتفرقون إِلا عن علم وأَدب يَتعلَّمونه ، يَقوم لأَنفسهم وأَرواحهم مَقام الطعام والشراب لأَجسامهم . ويقال : ذُقْ هذه القوس أَي انْزَعْ فيها لتَخْبُر لِينها من شدّتها ؛ قال الشماخ : فذاق فأَعْطَتْه من اللِّينِ جانِباً ، كَفَى ولَها أَن يُغْرِقَ النَّبْل حاجِزُ (* قوله « كفى ولها إلخ » كذا بالأصل والذي في الأساس : لها ولها أن يغرق السهم حاجز ). أَي لها حاجز يَمنع من إِغراقٍ أَي فيها لين وشدّة ؛ ومثله : في كَفِّه مُعْطِيةٌ مَنُوع ومثله : شَِرْيانة تَمْنَعُ بعدَ اللِّينِ وذُقْتُ القوسَ إِذا جذَبْت وترَها لتنظر ما شدّتها . ابن الأَعرابي في قوله : فذوقُوا العذاب ، قال : الذَّوْق يكون بالفم وبغير الفم . وقال أَبو حمزة : يقال أَذاق فلان بعدك سَرْواً أَي صار سَرِيّاً ، وأَذاقَ بعدَك كَرَماً ، وأَذاق الفرَسُ بعدك عَدْواً أَي صار عَدّاء بعدك ؛ وقوله تعالى : فذاقَت وبالَ أَمرِها ، أَي خبَرت ؛ وأَذاقَه اللهُ وبال أَمره ؛ قال طفيل : فذوقُوا كما ذُقْنا غَداةَ مُحَجِّرٍ من الغَيْظِ ، في أكْبادِنا ، والتَّحَوُّبِ (* قوله « محجر »، قال الأصمعي بكسر الجيم وغيره يفتح ). وذاقَ الرجل عُسَيْلَةَ المرأَة إِذا أَوْلَج فيها إِذاقةً حتى خَبر طِيب جِماعها ، وذاقَت هي عُسَيْلَته كذلك لمّا خالَطها . ورجل ذَوّاق مِطْلاق إِذا كان كثير النكاح كثير الطلاق . ويومٌ ما ذُقْته طعاماً أَي ما ذقت فيه ، وذاقَ العذاب والمكروه ونحو ذلك ، وهو مثَل : وفي التنزيل : ذُقْ إِنَّك أَنت العزيز الكريم . وفي حديث أُحُد : أَن أَبا سفيان لما رأَى حمزة ، رضي الله عنه ، مقْتولاً ، قال له : ذُقْ عُقَقُ أَي ذق طعْمَ مُخالَفَتِك لنا وتَرْكِكَ دِينَك الذي كنت عليه يا عاقَّ قومه ؛ جعل إِسلامَه عُقوقاً ، وهذا من المجاز أَن يستعمل الذَّوْق وهو ما يتعلّق بالأَجسام في المعاني كقوله تعالى : ذق إِنك أَنت العزيز الكريم ، وقوله : فذاقُوا وبالَ أَمرِهم . وأَذَقْته إِياه ، وتَذواقَ القومُ الشيء كذاقُوه ؛ قال ابن مُقْبِل : يَهْزُزْنَ للمَشْيِ أَوْصالاً مُنعَّمةً ، هَزَّ الشَّمالِ ضُحىً عَيْدانَ يَبْرِينا أَو كاهْتِزازِ رُدَيْنِيٍّ تَذاوَقَه أَيدي التِّجارِ فَزادُوا مَتْنَه لِينا (* قوله « التجار » في الأساس : الكماة ). والمعروفُ تداوله . ويقال : ما ذُقت ذَواقاً أَي شيئاً ، وهو ما يُذاق من الطعام . "
المعجم: لسان العرب
أذن
" أَذِنَ بالشيء إذْناً وأَذَناً وأَذانةً : عَلِم . وفي التنزيل العزيز : فأْذَنوا بحَرْبٍ من الله ورسوله ؛ أَي كونوا على عِلْمٍ . وآذَنَه الأَمرَ وآذَنه به : أَعْلَمَه ، وقد قُرئ : فآذِنوا بحربٍ من الله ؛ معناه أَي أَعْلِمُوا كلَّ مَن لم يترك الرِّبا بأَنه حربٌ من الله ورسوله . ويقال : قد آذَنْتُه بكذا وكذا ، أُوذِنُه إيذاناً وإذْناً إذا أَعْلَمْته ، ومن قرأَ فأْذَنُوا أَي فانْصِتُوا . ويقال : أَذِنْتُ لفلانٍ في أَمر كذا وكذا آذَنُ له إِذْناً ، بكسر الهمزة وجزمِ الذال ، واسْتَأْذَنْتُ فلاناً اسْتِئْذاناً . وأَذَّنْتُ : أَكْثرْتُ الإعْلامَ بالشيء . والأَذانُ : الإعْلامُ . وآذَنْتُكَ بالشيء : أَعْلمتُكه . وآذَنْتُه : أَعْلَمتُه . قال الله عز وجل : فقل آذَنْتُكم على سواءٍ ؛ قال الشاعر : آذَنَتْنا ببَيْنِها أَسْماءُ وأَذِنَ به إِذْناً : عَلِمَ به . وحكى أَبو عبيد عن الأَصمعي : كونوا على إِذْنِهِ أَي على عِلْمٍ به . ويقال : أَذِنَ فلانٌ يأْذَنُ به إِذْناً إذا عَلِمَ . وقوله عز وجل : وأَذانٌ من الله ورسولِهِ إلى الناسِ ؛ أَي إعْلامٌ . والأَذانُ : اسمٌ يقوم مقامَ الإيذانِ ، وهو المصدر الحقيقي . وقوله عز وجل : وإِذ تأَذَّنَ ربُّكم لئن شَكرتُم لأَزيدنَّكم ؛ معناه وإِذ عَلِمَ ربُّكم ، وقوله عز وجل : وما هُمْ بِضارِّينَ به من أَحدٍ إلاَّ بإِذْنِ الله ؛ معناه بِعلْمِ الله ، والإذْنُ ههنا لا يكون إلاَّ من الله ، لأَن الله تعالى وتقدَّس لا يأْمر بالفحشاء من السحْرِ وما شاكَلَه . ويقال : فَعلْتُ كذا وكذا بإِذْنِه أَي فعلْتُ بعِلْمِه ، ويكون بإِذْنِه بأَمره . وقال قومٌ : الأَذينُ المكانُ يأْتيه الأَذانُ من كلِّ ناحيةٍ ؛
وأَنشدوا : طَهُورُ الحَصَى كانت أَذيناً ، ولم تكُنْ بها رِيبةٌ ، مما يُخافُ ، تَريب ؟
قال ابن بري : الأَذِينُ في البيت بمعنى المُؤْذَنِ ، مثل عَقِيدٍ بمعنى مُعْقَدٍ ، قال : وأَنشده أَبو الجَرّاح شاهداً على الأَذِينِ بمعنى الأَذانِ ؛ قال ابن سيده : وبيت امرئ القيس : وإني أَذِينٌ ، إنْ رَجَعْتُ مُمَلَّكاً ، بسَيْرٍ ترَى فيه الفُرانِقَ أَزْوَارَا (* في رواية أخرى : وإني زعيمٌ ). أَذينٌ فيه : بمعنى مُؤْذِنٍ ، كما ، قالوا أَليم ووَجيع بمعنى مُؤْلِم ومُوجِع . والأَذِين : الكفيل . وروى أَبو عبيدة بيت امرئ القيس هذا وقال : أَذِينٌ أَي زَعيم . وفَعَلَه بإِذْني وأَذَني أَي بِعلْمي . وأَذِنَ له في الشيءِ إِذْناً : أَباحَهُ له . واسْتَأْذَنَه : طَلَب منه الإذْنَ . وأَذِنَ له عليه : أَخَذَ له منه الإذْنَ . يقال : ائْذَنْ لي على الأمير ؛ وقال الأَغَرّ بن عبد الله بن الحرث : وإني إذا ضَنَّ الأَمِيرُ بإِذْنِه على الإذْنِ من نفْسي ، إذا شئتُ ، قادِرُ وقول الشاعر : قلتُ لبَوَّابٍ لَدَيْهِ دارُها تِيذَنْ ، فإني حَمْؤُها وجارُها . قال أَبو جعفر : أَراد لِتأْذَنْ ، وجائز في الشِّعر حذفُ اللام وكسرُ التاء على لغة مَن يقولُ أَنتَ تِعْلَم ، وقرئ : فبذلك فَلْتِفْرَحوا . والآذِنُ : الحاجِبُ ؛ وقال : تَبَدَّلْ بآذِنِكَ المُرْتَضَى وأَذِنَ له أَذَناً : اسْتَمَعَ ؛ قال قَعْنَبُ بنُ أُمّ صاحِبٍ : إن يَسْمَعُوا رِيبةً طارُوا بها فَرَحاً منّي ، وما سَمعوا من صالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذا سمِعوا خَيْراً ذُكِرْتُ به ، وإنْ ذُكِرْتُ بشَرٍّ عنْدَهم أَذِنو ؟
قال ابن سيده : وأَذِنَ إليه أَذَناً استمع . وفي الحديث : ما أَذِنَ اللهُ لشيءٍ كأَذَنِهِ لِنَبيٍّ يَتَغَنَّى بالقرآن ؛ قال أَبو عبيد : يعني ما استمَعَ اللهُ لشيء كاستِماعِهِ لِنَبيٍّ يتغنَّى بالقرآن أَي يتْلوه يَجْهَرُ به . يقال : أَذِنْتُ للشيء آذَنُ له أَذَناً إذا استمَعْتَ له ؛ قال عديّ : أَيُّها القَلْبُ تَعَلَّلْ بدَدَنْ ، إنَّ همِّي في سماعٍ وأَذَنْ وقوله عز وجل : وأَذِنَتْ لِرَبِّها وحُقَّتْ ؛ أَي اسْتَمعَتْ . وأَذِنَ إليهِ أَذَناً : استمع إليه مُعْجباً ؛
وأَنشد ابن بري لعمرو بن الأَهْيَم : فلَمَّا أَنْ تسَايَرْنا قَليلاً ، أَذِنَّ إلى الحديثِ ، فهُنَّ صُورُ وقال عديّ : في سَماعٍ يَأْذَنُ الشَّيخُ له ، وحديثٍ مثْل ماذِيٍّ مُشار وآذَنَني الشيءُ : أَعْجَبَنِي فاستَمعْتُ له ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : فلا وأَبيك خَيْر منْك ، إني لَيُؤْذِنُني التَّحَمْحُمُ والصَّهِيلُ وأَذِنَ للَّهوْ : اسْتَمع ومالَ . والأُذْنُ والأُذُنُ ، يخفَّف ويُثَقَّل : من الحواسّ أُنثى ، والذي حكاه سيبويه أُذْن ، بالضم ، والجمع آذانٌ لا يُكسَّر على غير ذلك ، وتصغيرها أُذَيْنة ، ولو سَمَّيْت بها رجلاً ثم صغَّرْته قلت أُذَيْن ، فلم تؤَنِّث لزوالِ التأْنيث عنه بالنقل إلى المذكر ، فأَما قولهم أُذَيْنة في الاسم العلم فإنما سمي به مصغَّراً . ورجل أُذْنٌ وأُذُنٌ : مُسْتَمِع لما يُقال له قابلٌ له ؛ وصَفُو به كما ، قال : مِئْبَرة العُرْقُوبِ أَشْفَى المِرْفَق فوصف به لأَن في مِئْبَرةٍ وأَشْفى معنى الحِدَّة . قال أَبو علي :، قال أَبو زيد رجل أُذُنٌ ورجال أُذُنٌ ، فأُذُنٌ للواحد والجمع في ذلك سواء إذا كان يسمع مقالَ كلّ أَحد . قال ابن بري : ويقال رجل أُذُنٌ وامرأَة أُذُنٌ ، ولا يثنى ولا يجمع ، قال : وإنما سمَّوه باسم العُضْو تَهْويلاً وتشنيعاً كما ، قالوا للمرأَة : ما أَنتِ إلا بُطَين . وفي التنزيل العزيز : ويقولون هو أُذُنٌ قل أُذُنٌ خيرٍ لكم ؛ أَكثرُ القرّاء يقرؤون قل أُذُنٌ خير لكم ، ومعناه وتفْسيرُه أَن في المُنافِقينَ من كان يَعيب النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ويقول : إن بَلَغَه عني شيء حَلَفْت له وقَبِلَ مني لأَنه أُذُنٌ ، فأَعْلَمه الله تعالى أَنه أُذُنُ خيرٍ لا أُذُنُ شرٍّ . وقوله تعالى : أُذُنُ خيرٍ لكم ، أي مُسْتَمِعُ خيرٍ لكم ، ثم بيّن ممن يَقْبَل فقال تعالى : يؤمنُ بالله ويؤمنُ للمؤمنين ؛ أََي يسمع ما أَنزَلَ الله عليه فيصدِّق به ويصدِّق المؤمنين فيما يخبرونه به . وقوله في حديث زيد بن أَرْقَم : هذا الذي أَوْفَى الله بأُذُنِه أَي أَظهرَ صِدْقَه في إِخْبارِه عما سمعَتْ أُذُنه . ورجل أُذانِيّ وآذَنُ : عظيمُ الأُذُنَيْنِ طويلُهما ، وكذلك هو من الإبلِ والغنم ، ونَعْجةٌ أَذْناءُ وكَبْشٌ آذَنُ . وفي حديث أَنس : أَنه ، قال له يا ذا الأُذُنَيْنِ ؛ قالَ ابن الأَثير : قيل معناه الحضُّ على حُسْنِ الاستِماعِ والوَعْي لأَن السَّمْعَ بحاسَّة الأُذُنِ ، ومَنْ خلَق الله له أُذُنَيْنِ فأََغْفَلَ الاستِماع ولم يُحْسِن الوَعْيَ لم يُعْذَرْ ، وقيل : إن هذا القول من جملة مَزْحه ، صلى الله عليه وسلم ، ولَطيف أَخلاقه كما ، قال للمرأَة عن زوجها : أَذاك الذي في عينِه بياضٌ ؟ وأَذَنَه أَذْناً ، فهو مأْذونٌ : أَصاب أُذُنَه ، على ما يَطَّرِد في الأَعضاء . وأَذَّنَه : كأَذَنَه أَي ضرَب أُذُنَه ، ومن كلامهم : لكل جابهٍ جَوْزةٌ ثم يُؤَذَّنُ ؛ الجابهُ : الواردُ ، وقيل : هو الذي يَرِدُ الماء وليست عليه قامةٌ ولا أَداةٌ ، والجَوْزةُ : السَّقْية من الماء ، يَعْنُون أَن الواردَ إذا ورَدَهم فسأَلهم أَن يَسْقوه ماءً لأَهله وماشيتِه سَقَوْه سقْيةً واحدة ، ثم ضربوا أُذُنَه إعْلاماً أَنه ليس عندهم أَكثرُ من ذلك . وأُذِنَ : شكا أُذُنَه ؛ وأُذُنُ القلبِ والسهمِ والنَّصْلِ كلُّه على التشبيه ، ولذلك ، قال بعض المُحاجِين : ما ذُو ثلاث آذان يَسْبِقُ الخَيْل بالرَّدَيان ؟ يعني السَّهمَ . وقال أَبو حنيفة : إذا رُكِّبت القُذَذُ على السهم فهي آذانُه . وأُذُنُ كلّ شيء مَقْبِضُه ، كأُذُنِ الكوز والدَّلْو على التشبيه ، وكلُّه مؤنث . وأُذُنُ العَرفج والثُّمام : ما يُخَدُّ منه فيَنْدُرُ إذا أَخْوَصَ ، وذلك لكونه على شكل الأُذُنِ . وآذانُ الكيزانِ : عُراها ، واحدَتها أُذُنٌ . وأُذَيْنةُ : اسم رَجُلٍ ، ليست مُحَقَّرة على أُذُن في التسمية ، إذ لو كان كذلك لم تلحق الهاء وإنما سُمّيَ بها مُحَقَّرة من العُضْو ، وقيل : أُذَيْنة اسمُ ملِك من ملوك اليمن . وبنو أُذُنٍ : بطنٌ من هوازن . وأُذُن النَّعْل : ما أَطافَ منها بالقِبال . وأَذَّنْتُها : جعلتُ لها أُذُناً . وأَذَّنْتُ الصبيَّ : عرَكْتُ أُذُنَه . وأُذُنُ الحمارِ : نبتٌ له ورق عَرْضُه مثل الشِّبْر ، وله أَصل يؤكل أَعظم من الجَزرة مثل الساعد ، وفيه حلاوة ؛ عن أَبي حنيفة . والأَذانُ والأَذِينُ والتَّأْذِينُ : النّداءُ إلى الصلاة ، وهو الإعْلام بها وبوقتها . قال سيبويه : وقالوا أَذَّنْت وآذَنْتُ ، فمن العرب من يجعلهما بمعنىً ، ومنهم من يقول أَذَّنْت للتصويت بإعْلانٍ ، وآذَنْتُ أََعلمْت . وقوله عز وجل : وأَذِّنْ في الناس بالحجّ ؛ روي أَنَّ أَذان إبراهيم ، عليه السلام ، بالحج أَن وقَف بالمَقام فنادى : أَيّها الناس ، أَجيبُوا الله ، يا عباد الله ، أَطيعوا الله ، يا عباد الله ، اتقوا الله ، فوَقَرَتْ في قلب كل مؤمن ومؤمنة وأَسْمَعَ ما بين السماء والأَرض ، فأَجابه مَن في الأَصْلاب ممّن كُتِب له الحج ، فكلّ من حجّ فهو ممن أَجاب إبراهيم ، عليه السلام . وروي أَن أَذانه بالحجّ كان : يا أَيها الناس كتب عليكم الحجّ . والأَذِينُ : المُؤذِّنُ ؛ قال الحُصَينُ بن بُكَيْر الرَّبْعيّ يصف حمارَ وحش : شَدَّ على أَمر الورُودِ مِئْزَرَهْ سَحْقاً ، وما نادَى أَذِينُ المَدَرَهْ السَّحْقُ : الطَّرْدُ . والمِئْذنةُ : موضعُ الأَذانِ للصلاة . وقال اللحياني : هي المنارةُ ، يعني الصَّومعةَ . أَبو زيد : يقال للمنارة المِئْذَنة والمُؤْذَنة ؛ قال الشاعر : سَمِعْتُ للأَذانِ في المِئْذَنَهْ وأَذانُ الصلاة : معروف ، والأَذِينُ مثله ؛ قال الراجز : حتى إذا نُودِيَ بالأَذِين وقد أذَّنَ أَذاناً وأَذَّنَ المُؤذِّن تأْذيناً ؛ وقال جرير يهجو الأَخطل : إنّ الذي حَرَمَ الخِلافَةَ تَغْلِباً ، جعلَ الخِلافةَ والنُّبوَّةَ فينا مُضَرٌ أَبي وأَبو الملوكِ ، فهل لكم ، يا خُزْرَ تَغْلِبَ ، من أَبٍ كأَبِينا ؟ هذا ابنُ عمِّي في دِمَشْقَ خليفةٌ ، لو شِئْتُ ساقَكمُ إليّ قَطينا إنّ الفَرَزْدَقَ ، إذ تَحَنَّفَ كارِهاً ، أَضْحَى لِتَغْلِبَ والصَّلِيبِ خَدِينا ولقد جَزِعْتُ على النَّصارى ، بعدما لَقِيَ الصَّليبُ من العذاب معِينا هل تَشْهدون من المَشاعر مَشْعراً ، أَو تسْمَعون من الأَذانِ أََذِينا ؟ ويروى هذا البيت : هل تَمْلِكون من المشاعِرِ مشعراً ، أَو تَشْهدون مع الأَذان أذينا ؟ ابن بري : والأَذِينُ ههنا بمعنى الأَذانِ أَيضاً . قال : وقيل الأَذينُ هنا المُؤَذِّن ، قال : والأَذينُ أيضاً المُؤذّن للصلاة ؛
وأَنشد رجز الحُصَين بن بُكَير الرَّبعي : سَحْقاً ، وما نادَى أَذينُ المَدَرَهْ والأَذانُ : اسمُ التأْذين ، كالعذاب اسم التّعذيب . قال ابن الأَثير : وقد ورد في الحديث ذكر الأَذان ، وهو الإعلام بالشيء ؛ يقال منه : آذَنَ يُؤْذِن إيذاناً ، وأَذّنَ يُؤذّن تأْذِيناً ، والمشدّدُ مخصوصٌ في الاستعمال بإعلام وقت الصلاة . والأَذانُ : الإقامةُ . ويقال : أَذَّنْتُ فلاناً تأْذيناً أَي رَدَدْتُه ، قال : وهذا حرفٌ غريب ؛ قال ابن بري : شاهدُ الأَذانِ قولُ الفرزدق : وحتى علا في سُور كلِّ مدينةٍ مُنادٍ يُنادِي ، فَوْقَها ، بأَذان وفي الحديث : أَنّ قوماً أَكلوا من شجرةٍ فحمَدوا فقال ، عليه السلام : قرِّسُوا الماء في الشِّنانِ وصُبُّوه عليهم فيما بين الأَذانَيْن ؛ أَراد بهما أَذانَ الفجر والإقامَة ؛ التَّقْريسُ : التَّبْريدُ ، والشِّنان : القِرَبْ الخُلْقانُ . وفي الحديث : بين كلّ أَذانَيْن صلاةٌ ؛ يريد بها السُّنَن الرواتبَ التي تُصلَّى بين الأَذانِ والإقامةِ قبل الفرض . وأَذَّنَ الرجلَ : ردَّه ولم يَسْقِه ؛
أَنشد ابن الأَعرابي : أَذَّنَنا شُرابِثٌ رأْس الدَّبَرْ أَي رَدَّنا فلم يَسْقِنا ؛ قال ابن سيده : وهذا هو المعروف ، وقيل : أَذَّنه نَقَر أُذُنَه ، وهو مذكور في موضعه . وتَأَذَّنَ لَيَفعَلنَّ أَي أَقسَم . وتَأَذَّنْ أَي أعْلم كما تقول تَعَلَّم أَي اعْلَم ؛ قال : فقلتُ : تَعَلَّمْ أَنَّ للصَّيْد غرّةً ، والاّ تُضَيِّعْها فإنك قاتِلُهْ وقوله عز وجل : وإذ تأَذَّنَ ربُّك ؛ قيل : تَأَذَّن تأَلَّى ، وقيل : تأَذَّنَ أَعْلَم ؛ هذا قول الزجاج . الليث : تأَذَّنْتُ لأَفعلنَّ كذا وكذا يراد به إيجابُ الفعل ، وقد آذَنَ وتأَذَّنَ بمعنًى ، كما يقال : أَيْقَن وتَيَقَّنَ . ويقال : تأَذَّنَ الأَميرُ في الناس إذا نادى فيهم ، يكون في التهديد والنَّهيْ ، أَي تقدَّم وأَعْلمَ . والمُؤْذِنُ : مثل الذاوي ، وهو العودُ الذي جَفَّ وفيه رطوبةٌ . وآذَنَ العُشْبُ إذا بَدَأَ يجِفّ ، فتَرى بعضَه رطْباً وبعضه قد جَفّ ؛ قال الراعي : وحارَبَتِ الهَيْفُ الشَّمالَ وآذَنَتْ مَذانِبُ ، منها اللَّدْنُ والمُتَصَوِّحُ التهذيب : والأذَنُ التِّبْنُ ، واحدته أَذَنةٌ . وقال ابن شُميل : يقال هذه بقلةٌ تجِدُ بها الإبلُ أَذَنةً شديدة أَي شَهْوةً شديدة . والأََذَنَةُ : خوصةُ الثُّمامِ ، يقال : أَذَن الثُّمامُ إذا خرجت أَذَنَتُه . ابن شميل : أَذِنْتُ لحديث فلان أَي اشتهيته ، وأَذِنْتُ لرائحة الطعام أَي اشتهيته ، وهذا طعامٌ لا أَذَنة له أَي لا شهوة لريحه ، وأَذَّن بإرسالِ إبلِه أَي تكلمّ به ، وأَذَّنُوا عنِّي أَوَّلها أَي أَرسلوا أَوَّلها ، وجاء فلانٌ ناشراً أُذُنَيْه أَي طامعاً ، ووجدت فلاناً لابساً أُذُنَيْه أَي مُتغافلاً . ابن سيده : وإِذَنْ جوابٌ وجزاءٌ ، وتأْويلها إن كان الأَمر كما ذكرت أَو كما جرى ، وقالوا : ذَنْ لا أَفعلَ ، فحذفوا همزة إذَنْ ، وإذا وقفت على إذَنْ أَبْدَلْتَ من نونه أَلفاً ، وإنما أُبْدِلَتْ الأَلفُ من نون إِذَنْ هذه في الوقف ومن نون التوكيد لأن حالَهما في ذلك حالُ النون التي هي علَمُ الصرف ، وإن كانت نونُ إذنْ أصلاً وتانِك النونانِ زائدتين ، فإنْ قلت : فإذا كانت النون في إذَنْ أَصلاً وقد أُبدلت منها الأَلف فهل تُجيز في نحو حَسَن ورَسَن ونحو ذلك مما نونه أَصل فيقال فيه حسا ورسَا ؟ فالجواب : إن ذلك لا يجوز في غير إذَنْ مما نونه أَصلٌ ، وإن كان ذلك قد جاء في إِذَنْ من قِبَل أَنّ إذنْ حرفٌ ، فالنون فيها بعضُ حرفٍ ، فجاز ذلك في نون إذَنْ لمضارَعةِ إذَنْ كلِّها نونَ التأْكيد ونون الصرف ، وأَما النونُ في حَسَن ورَسَن ونحوهما فهي أَصلٌ من اسم متمكن يجري عليه الإعرابُ ، فالنون في ذلك كالدال من زيدٍ والراء من نكيرٍ ، ونونُ إذَنْ ساكنةٌ كما أَن نُونَ التأْكيد ونونَ الصرف ساكنتان ، فهي لهذا ولِما قدمناه من أَن كل واحدةٍ منهما حرفٌ كما أَن النون من إذَنْ بعضُ حرف أَشْبَهُ بنون الإسم المتمكن . الجوهري : إذنْ حرفُ مُكافأَة وجوابٍ ، إن قدَّمْتَها على الفعل المستقبل نَصَبْتَ بها لا غير ؛
وأَنشد ابن بري هنا لسَلْمى بن عونة الضبِّيّ ، قال : وقيل هو لعبد الله ابن غَنَمة الضبِّيّ : ارْدُدْ حِمارَكَ لا يَنْزِعْ سوِيَّتَه ، إذَنْ يُرَدَّ وقيدُ العَيْرِ مَكْروب ؟
قال الجوهري : إذا ، قال لك قائلٌ الليلةَ أَزورُكَ ، قلتَ : إذَنْ أُكْرمَك ، وإن أَخَّرْتها أَلْغَيْتَ قلتَ : أُكْرِمُكَ إذنْ ، فإن كان الفعلُ الذي بعدها فعلَ الحال لم تعمل ، لأَن الحال لا تعمل فيه العواملُ الناصبة ، وإذا وقفتَ على إذَنْ قلت إذا ، كما تقول زيدَا ، وإن وسَّطتها وجعلتَ الفعل بعدها معتمداً على ما قبلها أَلْغَيْتَ أَيضاً ، كقولك : أَنا إذَنْ أُكْرِمُكَ لأَنها في عوامل الأَفعال مُشبَّهةٌ بالظنّ في عوامل الأَسماء ، وإن أَدخلت عليها حرفَ عطفٍ كالواو والفاء فأَنتَ بالخيارِ ، إن شئت أَلغَيْتَ وإن شئت أَعملْتَ . "