ـ سَكَنَ سُكوناً : قَرَّ ، وسَكَّنْتُهُ تَسْكيناً ، وسَكَنَ دارَهُ ، وأسْكَنَها غيرَهُ ، والاسمُ : السَّكَنُ ، والسُّكْنَى . ـ مَسْكَنُ ، ومَسْكِنُ : المَنْزِلُ . وموضع بالكُوفة . ـ سَّكْنُ : أهلُ الدارِ ، ـ سَكَنُ : النارُ ، وما يُسْكَنُ إليه ، ورجلٌ ، وقد يُسَكَّنُ ، والرَّحْمَةُ ، والبَرَكَةُ . ـ مِسْكينُ ، ومَسْكينُ : من لا شيءَ له ، أو له ما لاَ يكْفِيه ، ـ أسْكَنَه الفَقْرُ ، أي : قَلَّلَ حَرَكتَه ، والذَّليلُ ، والضعيفُ , ج : مساكِينُ ومِسْكِينُونَ . ـ سَكَنَ وتَسَكَّنَ وتَمَسْكَنَ : صار مِسْكيناً ، وهي : مِسْكينٌ ومِسْكينَةٌ , ج : مِسْكينات . ـ سَّكِنَةُ : مَقَرُّ الرأسِ من العُنُقِ . ـ في الحديث : '' اسْتَقِرُّوا على سَكِناتِكُمْ ''، أي : مساكِنِكُمْ . ـ سِّكِّينُ : موضع ، كالسِكِّينةِ ، ويُؤَنَّثُ ، وصانِعُها : سَكَّانٌ وسَكاكينِيٌّ . ـ سَّكِينةُ وسِّكِّينةُ : الطُّمَأْنينَةُ ، ـ قُرِئَ بهما قوله تعالى : { فيه سَكِينةٌ من رَبِّكُمْ }، أي : ما تَسْكُنُونَ به إذا أتاكُمْ ، أو هي شيءٌ كان له رأسٌ كرأسِ الهِرِّ من زَبَرْجَدٍ وياقُوتٍ وجَناحانِ . ـ أصْبَحُوا مُسْكِنِينَ ، أي : ذَوِي مَسْكَنةٍ . وما كان مِسْكيناً وإنما سَكُنَ ، وسَكَنَ . ـ أسْكَنَه اللّهُ : جعلَه مِسْكِيناً . ـ مِسْكِينةُ : المدينةُ النَّبَوِيَّةُ ، صلى الله على ساكِنِها وسلم . ـ اسْتكانَ : خَضَعَ ، وذَلَّ ، افْتَعَلَ ، من المَسْكَنَةِ . ـ سُّكَيْنُ : حَيٌّ ، والحِمارُ الخفيفُ السريعُ . ـ تَّسْكينُ : مُداوَمَةُ رُكوبِه ، وتَقْويمُ الصَّعْدَةِ بالنار . ـ سُكَيْنَةُ : الأَتانُ ، واسمُ البَقَّةِ الداخلةِ أنْفَ نُمْروذٍ ، وصحابيٌّ ، وبِنْتُ الحُسَيْنِ بنِ علِيِّ ، رضي الله عنهما . ـ طُّرَّةُ سُّكَيْنِيَّةُ : منسوبَةٌ إليها ، ومحدِّثاتٌ ، ـ سَّكَيْنِيَّةُ : عليُّ بنُ الحُسَيْنِ بنِ سَكِّينةَ ، والمُبارَكُ ابنُ أحمدَ بنِ حُسَيْنِ بنِ سَكِّينَةَ ، والمُبارَكُ بنُ المبارَكِ بنِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ سَكِّينةَ : محدِّثونَ . ـ سَكينَةٌ : أبو سَكيِنةَ زِيادُ بنُ مالِكٍ ، فَرْدٌ . ـ ساكِنُ : قرية أو وادٍ قُرْبَ الطائِفِ . ـ أحمدُ بنُ محمدِ بنِ ساكِنٍ الزَّنْجانيُّ ، ومحمدُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ ساكِنٍ البيكَنْدِي : محدِّثانِ . ـ سَواكِنُ : جَزيرةٌ حَسَنَةٌ قُرْبَ مكةَ . ـ أَسْكانُ : الأَقْواتُ ، الواحِدُ : سكَنٌ ، وسَمَّوْا : ساكِناً وساكِنةَ ومَسْكناً ، ومُسْكِناً ، وسَكِينَةَ . ـ مِسْكينٌ الدَّارِمِيُّ : شاعر مُجيدٌ . ـ دِرعُ بنُ يَسْكُنَ : تابِعِيٌّ . ـ سَكَنٌ الضِّمْرِيُّ ، أو سُكَيْنٌ ، اخْتُلِفَ في صُحْبتِه .
المعجم: القاموس المحيط
السَكُّ
ـ السَكُّ : المِسْمارُ ، كالسَّكِّيِّ ، ج : سِكاكٌ وسُكُوكٌ ، والبِئْرُ الضَّيِّقَةُ الخَرْقِ ، كالسَّكوكِ ، والمُسْتَقيمُ من البِناءِ ، والحَفْرُ ، وسَدُّ الشَّيءِ ، واصْطِلامُ الأذُنَيْنِ ، وتَضْبيبُ البابِ بالحَديدِ ، وإلْقاءُ النَّعامِ ما في بَطْنِهِ ، والرَّمْيُ بالسَّلْحِ رَقيقاً ، والدِرْعُ الضَّيِّقَةُ الحَلَقِ ، ـ سُكُّ : جُحْرُ العَقْرَبِ والعَنْكَبوتِ ، ولُؤْمُ الطَّبْعِ ، والضَّيِّقَةُ من الدُّروعِ ، كالسَّكَّاءِ ، وجمعُ الأسَكِّ من الظِّلْمانِ ، وطِيبٌ يُتَّخَذُ من الرامَكِ مَدْقوقاً مَنْخولاً مَعْجوناً بالماءِ ، ويُعْرَكُ شديداً ، ويُمْسَحُ بدُهْنِ الخَيْرِيِّ لئلاَّ يَلْصَقَ بالإِناءِ ، ويُتْرَكُ ليلةً ، ثم يُسْحَقُ المِسْكُ ويُلْقَمُه ، ويُعْرَكُ شديداً ويُقَرَّصُ ، ويُتْرَكُ يَومينِ ، ثم يُثْقَبُ بِمسَلَّةٍ ، ويُنْظَمُ في خيطِ قِنَّبٍ ، ويُتْرَكُ سَنَةً ، وكلما عَتُقَ طابتْ رائحتُهُ . ـ سُكُّ من الطُّرُقِ : المُنْسَدُّ ، ـ سَكَكُ : الصَّمَمُ ، وصِغَرُ الأذُنِ ، ولُزوقُها بالرأسِ ، وقِلَّةُ إشْرافِها ، أو صِغَرُ قُوفِ الأذُنِ ، وضِيقُ الصِّماخِ ، ويكونُ في الناسِ وغيرِهِم . سَكِكْتَ يا جُدَيُّ ، وهو أسَكُّ ، وهي سَكَّاءُ . ـ سُكاكَةُ : الصغيرُ الأذُنِ ، والهَواءُ المُلاقي عَنانَ السماءِ ، كالسُّكاكِ ، والمُسْتَبِدُّ برأيهِ . ـ سِكَّةُ : حديدةٌ مَنْقوشَةٌ ، يُضْرَبُ عليها الدراهِمُ ، والسَّطْرُ من الشجرِ ، وحديدةُ الفَدَّانِ ، والطريقُ المُسْتَوِي . ـ سِكِّيُّ : الدينارُ . ـ ضَرَبوا بُيوتَهُم سِكاكاً : صَفّاً واحداً . ـ أخَذَ الأمرَ بِسِكَّتِهِ : في حينِ إمْكانِهِ . ـ سَكَّاءُ : قرية . ـ سَكْسَكَةُ : الضَّعْفُ ، والشَّجاعةُ . ـ سكاسِكُ : حَيٌّ باليَمنِ ، جَدُّهُم القَيْلُ سَكْسَكُ بنُ أشْرَسَ ، أو جَدُّهُم السَّكاسِكُ بنُ وائِلَةَ ، أو هذا وَهَمٌ ، والصوابُ الأوّلُ ، والنِّسْبَةُ : سَكْسَكِيٌّ . ـ اسْتَكَّ النَّبْتُ : الْتَفَّ ، ـ اسْتَكَّ المَسامِعُ : صمَّتْ وضاقَتْ . ـ أسَكُّ : الأصَمُّ ، وفرسٌ لبعضِ بني عبدِ الله بنِ عَمْرِو بنِ كُلْثوم . ـ تَسَكْسَكَ : تَضَرَّعَ . ـ سُكاكُ : المَوْضِعُ الذي فيه الرِّيشُ من السَّهْمِ . ـ انْسِكاكُ القَطا : أنْ يَنْسَكَّ على وُجوهِهِ ، ويُصَوِّبَ صُدورَهُ بعدَ التَّحْليق .
المعجم: القاموس المحيط
سِكْلُ
ـ سِكْلُ : سَمَكَةٌ سَوْداءُ ضَخْمَةٌ ، ج : أسْكالٌ وسِكَلَةٌ .
المعجم: القاموس المحيط
سَكِرَ
ـ سَكِرَ سُكْراً وسُكُراً وسَكْراً وسَكَراً وسَكَراناً : نَقِيضُ صَحا ، فهو سَكِرٌ وسَكْرانُ ، وهي سَكِرةٌ وسَكْرَى وسَكْرانَةٌ ، ج : سُكارَى وسَكارَى وسَكْرَى . ـ سِكِّيرُ ومِسْكِيرُ وسَكِرُ وسَكُورُ : الكثيرُ السُّكْرِ . ـ سَكَرُ : الخَمْرُ ، ونَبيذٌ يُتَّخَذُ من التمرِ والكَشُوثِ ، وكلُّ ما يُسْكِرُ ، وما حُرِّمَ من ثَمَرَةٍ ، والخَلُّ ، والطَّعامُ ، والامْتِلاَءُ ، والغَضَبُ ، والغَيْظُ ، ـ سَكَرَةُ : الشَّيْلَمُ . ـ سَكْرُ : المَلْءُ ، وبَقْلَةٌ من الأَحْرارِ ، ( وهو من أحْسَنِ البُقُولِ )، وسَدُّ النَّهْرِ ، ـ سِكْرُ : الاسمُ منه ، وما سُدَّ به النَّهْرُ ، والمُسَنَّاةُ ، ج : سُكُورٌ . ـ سَكَرَتِ الرِّيحُ سُكُوراً وسَكَراناً : سَكَنَتْ . ـ ليلةٌ ساكِرَةٌ : ساكِنَةٌ . ـ سَكْرانُ : وادٍ بمَشارِفِ الشامِ . ـ سَيْكَرانُ : نَبْتٌ دائمُ الخُضْرَةِ يُؤْكَلُ حَبُّه ، وموضع . ـ سُكَرُ : موضع على يومينِ من مِصْرَ . ـ سُكَّرُ : مُعَرَّبُ شَكَرَ ، واحِدَتُهُ : السُّكَّرَةُ ، ورُطَبٌ طَيِّبٌ ، وعِنَبٌ يُصِيبُه المَرَقُ فَيَنْتَثِرُ ، وهو من أحْسَنِ العِنَبِ . ولَقَبُ أحمد بنِ سُليمانَ الحَرْبِيِّ . ـ سُكَّرَةُ : ماءَةٌ بالقادِسِيَّةِ . ـ ابنُ سُكَّرَةَ : محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الشاعرُ الهاشِمِيُّ الزاهِدُ المعروفُ ، وعبدُ اللهِ بنُ المبارَكِ بنِ الصَّبَّاغِ ، يُعْرَفُ بابن سُكَّرَةَ ، والقاضي أبو علِيِّ بنُ سُكَّرَةَ : إمامٌ . ـ عليُّ بنُ الحَسَنِ بنِ طاووسِ بنِ سُكَّرٍ : محدثٌ . ـ سَكِرُ : سَكِرّ الواعِظُ ، ذكره البخاريُّ في تاريخهِ . ـ سَكَّارُ : النَّبَّاذُ . ـ سَكْرَةُ الموتِ والهَمِّ : شِدتُهُ وهَمُّهُ وغَشْيَتُه . ـ سَكَّرَهُ تَسْكِيراً : خَنَقَه . ـ قوله تعالى : { سُكِّرَتْ أبْصارُنا }، أي : حُبِسَتْ عن النَّظَرِ وحُيِّرَتْ ، أو غُطِّيَتْ وغُشِّيَتْ . ـ { سُكِرَتْ }: حُبِسَتْ . ـ مُسَكَّرْ : المَخْمورُ .
المعجم: القاموس المحيط
سكن
" السُّكُونُ : ضدّ الحركة . سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته ، وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غيره تَسْكيناً . وكل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالريح والحَرّ والبرد ونحو ذلك . وسَكَنَ الرجل : سكت ، وقيل : سَكَن في معنى سكت ، وسَكَنتِ الريح وسَكَن المطر وسَكَن الغضب . وقوله تعالى : وله ما سَكَن في الليل والنهار ؛ قال ابن الأَعرابي : معناه وله ما حَلَّ في الليل والنهار ؛ وقال الزجاج : هذا احتجاج على المشركين لأَنهم لم ينكروا أَن ما استقرَّ في الليل والنهار لله أَي هو خالقه ومُدَبِّره ، فالذي هو كذلك قادر على إحياء الموتى . وقال أَبو العباس في قوله تعالى : وله ما سكن في الليل والنهار ، قال : إنما الساكن من الناس والبهائم خاصة ، قال : وسَكَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّك ، وإنما معناه ، والله أَعلم ، الخَلْق . أَبو عبيد : الخَيْزُرَانَةُ السُّكّانُ ، وهو الكَوْثَلُ أَيضاً . وقال أَبو عمرو : الجَذَفُ السُّكّان في باب السُّفُن . الليث : السُّكّانُ ذَنَب السفينة التي به تُعَدَّل ؛ ومنه قول طرفة : كسُكّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ . وسُكَّانُ السفينة عربي . والسُّكّانُ : ما تُسَكَّنُ به السفينة تمنع به من الحركة والاضطراب . والسِّكِّين : المُدْية ، تذكر وتؤَنث ؛ قال الشاعر : فعَيَّثَ في السَّنامِ ، غَداةَ قُرٍّ ، بِسِكِّينٌ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ وقال أَبو ذؤَيب : يُرَى ناصَحاً فيما بَدا ، وإذا خَلا فذلك سِكِّينٌ ، على الحَلْقِ ، حاذق ؟
قال ابن الأَعرابي : لم أَسمع تأْنيث السِّكِّين ، وقال ثعلب : قد سمعه الفراء ؛ قال الجوهري : والغالب عليه التذكير ؛ قال ابن بري :، قال أَبو حاتم البيت الذي فيه : بسِكِّينٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ . هذا البيت لا تعرفه أَصحابنا . وفي الحديث : فجاء المَلَك بسِكِّين دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة الرأْس ؛ قال ابن بري : ذكره ابن الجَوَالِيقي في المُعَرَّب في باب الدال ، وذكره الهروي في الغريبين . ابن سيده : السِّكِّينَة لغة في السِّكِّين ؛
قال : سِكِّينةٌ من طَبْعِ سَيْفِ عَمْرِو ، نِصابُها من قَرْنِ تَيْسٍ بَرِّي وفي حديث المَبْعَثِ :، قال المَلَكُ لما شَقَّ بَطْنَه إيتِني بالسِّكِّينة ؛ هي لغة في السِّكِّين ، والمشهور بلا هاء . وفي حديث أَبي هريرة ، رضي الله عنه : إن سَمِعْتُ بالسِّكِّين إلاَّ في هذا الحديث ، ما كنا نسميها إلاَّ المُدْيَةَ ؛ وقوله أَنشده يعقوب : قد زَمَّلُوا سَلْمَى على تِكِّين ، وأَوْلَعُوها بدَمِ المِسْكِين ؟
قال ابن سيده : أَراد على سِكِّين فأَبدل التاء مكان السين ، وقوله : بدم المسكين أَي بإِنسان يأْمرونها بقتله ، وصانِعُه سَكّانٌ وسَكَاكِينيٌّ ؛ قال : الأَخيرة عندي مولَّدة لأَنك إذا نسبت إلى الجمع فالقياس أَن تَردّه إلى الواحد . ابن دريد : السِّكِّين فِعِّيل من ذَبَحْتُ الشيءَ حتى سكن اضطرابه ؛ وقال الأَزهري : سميت سِكِّيناً لأَنها تُسَكَّنُ الذبيحة أَي تُسَكنها بالموت . وكل شيء مات فقد سَكَنَ ، ومثله غِرِّيد للمغني لتغريده بالصوت . ورجل شِمِّير : لتَشْمِيره إذا جَدَّ في الأَمر وانكمش . وسَكَنَ بالمكانَ يَسْكُنُ سُكْنَى وسُكُوناً : أَقام ؛ قال كثيِّر عزة : وإن كان لا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُ ، ولا أَهْلُ سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ . فهو ساكن من قوم سُكّان وسَكْنٍ ؛ الأَخيرة اسم للجمع ، وقيل : جمع على قول الأَخفش . وأَسْكَنه إياه وسَكَنْتُ داري وأَسْكَنْتها غيري ، والاسم منه السُّكْنَى كما أَن العُتْبَى اسم من الإعْتاب ، وهم سُكّان فلان ، والسُّكْنَى أَن يُسْكِنَ الرجلَ موضعاً بلا كِرْوَة كالعُمْرَى . وقال اللحياني : والسَّكَن أَيضاً سُكْنَى الرجل في الدار . يقال : لك فيها سَكَنٌ . أَي سُكْنَى . والسَّكَنُ والمَسْكَنُ والمَسْكِن : المنزل والبيت ؛ الأخيرة نادرة ، وأَهل الحجاز يقولون مَسْكنٌ ، بالفتح . والسَّكْنُ : أَهل الدار ، اسم لجمع ساكِنٍ كشارب وشَرْبٍ ؛ قال سَلامة بن جَنْدَل : ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ ، يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ السِّكْنِ مَرْبُوبِ وأَنشد الجوهري لذي الرمة : فيا كَرَمَ السَّكْنِ الذين تَحَمَّلوا عن الدارِ ، والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّل ؟
قال ابن بري : أَي صار خَلَفاً وبَدَلاً للظباءِ والبقر ، وقوله : فيا كَرَمَ يَتَعَجَّب من كرمهم . والسَّكْنُ : جمع ساكن كصَحْب وصاحب . وفي حديث يأْجوج ومأْجوج : حتى إن الرُّمَّانة لتُشْبِعُ السَّكْنَ ؛ هو بفتح السين وسكون الكاف لأَهل البيت . وقال اللحياني : السَّكْنُ أَيضاً جِمَاعُ أَهل القبيلة . يقال : تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذهبوا . والسَّكَنُ : كل ما سَكَنْتَ إليه واطمأْنَنت به من أَهل وغيره ، وربما ، قالت العرب السَّكَنُ لما يُسْكَنُ إليه ؛ ومنه قوله تعالى : جعَلَ لكم الليلَ سَكَناً . والسَّكَنُ : المرأَة لأَنها يُسْكَنُ إليها . والسَّكَنُ : الساكِنُ ؛ قال الراجز : لِيَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلى فَنَنْ ، إلى ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذي سَكَنْ وفي الحديث : اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرضنا سَكَنَها أَي غياث أَهلها الذي تَسْكُن أَنفسهم إليه ، وهو بفتح السين والكاف . الليث : السَّكْنُ السُّكّانُ . والسُّكْنُ : أَن تُسْكِنَ إنساناً منزلاً بلا كراء ، قال : والسَّكْنُ العيال أَهلُ البيت ، الواحد ساكِنٌ . وفي حديث الدجال : السُّكْنُ القُوتُ . وفي حديث المهدي : حتى إنَّ العُنْقود ليكون سُكْنَ أَهل الدار أَي قُوتَهم من بركته ، وهو بمنزلة النُّزْل ، وهو طعام القوم الذين ينزلون عليه . والأَسْكانُ : الأَقْواتُ ، وقيل للقُوتِ سُكْنٌ لأَن المكان به يُسْكَنُ ، وهذا كما يقال نُزْلُ العسكر لأَرزاقهم المقدرة لهم إذا أُنزِلوا منزلاً . ويقال : مَرْعًى مُسْكِنٌ إذا كان كثيراً لا يُحْوج إلى الظَّعْن ، كذلك مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ . قال : والسُّكْنُ المَسْكَن . يقال : لك فيها سُكْنٌ وسُكْنَى بمعنى واحد . وسُكْنى المرأَة : المَسْكَنُ الذي يُسْكنها الزوج إياه . يقال : لك داري هذه سُكْنَى إذا أَعاره مَسْكناً يَسْكُنه . وسُكّانُ الدَّارِ : هُمُ الجنّ المقيمون بها ، وكان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فيها ذَبيحة يَتَّقي بها أَذَى الجنّ فنهى النبي ، صلى الله عليه وسلم ، عن ذبائح الجن . والسَّكَنُ ، بالتحريك : النار ؛ قال يصف قناة ثَقَّفَها بالنار والدُّهن : أََقامها بسَكَنٍ وأَدْهان وقال آخر : أَلْجَأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهْ إلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّهْ ، وسَكَنٍ تُوقَدُ في مِظَلَّهْ ابن الأَعرابي : التَّسْكِينُ تقويم الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ ، وهو النار . والتَّسْكين : أَن يدوم الرجل على ركوب السُّكَيْنِ ، وهو الحمار الخفيف السريع ، والأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَيْنة ، وبه سميت الجارية الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة . قال : والسُّكَيْنة أَيضاً اسم البَقَّة التي دخلت في أَنف نُمْروذَ بن كَنْعان الخاطئ فأَكلت دماغَه . والسُّكَيْنُ : الحمار الوحشي ؛ قال أَبو دُواد : دَعَرْتُ السُّكَيْنَ به آيِلاً ، وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا والسَّكينة : الوَدَاعة والوَقار . وقوله عز وجل : فيه سَكِينة من بربكم وبَقِيَّةٌ ؛ قال الزجاج : معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم ؛ قال ابن سيده :، قالوا إنه كان فيه ميراث الأَنبياء وعصا موسى وعمامة هرون الصفراء ، وقيل : إنه كان فيه رأْس كرأْس الهِرِّ إذا صاح كان الظَّفَرُ لبني إسرائيل ، وقيل : إن السَّكينة لها رأْس كرأْس الهِرَّة من زَبَرْجَدٍ وياقوت ولها جناحان . قال الحسن : جعل الله لهم في التابوت سَكِينة لا يَفِرُّون عنه أَبداً وتطمئن قلوبهم إليه . الفراء : من العرب من يقول أَنزل الله عليهم السَّكينة للسَّكينة . وفي حديث قَيْلَةَ : أَن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال لها : يا مِسْكِينة عليك السَّكِينةَ ؛ أَراد عليك الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ . يقال : رجل وَدِيعَ وقُور ساكن هادئ . وروي عن ابن مسعود أَنه ، قال : السَّكِينةَ مَغْنَم وتركها مَغْرَم ، وقيل : أَراد بها ههنا الرحمة . وفي الحديث : نزلت عليهم السَّكِينة تحملها الملائكة . وقال شمر :، قال بعضهم السَّكِينة الرحمة ، وقيل : هي الطمأْنينة ، وقيل : هي النصر ، وقيل : هي الوَقار وما يَسْكُن به الإنسان . وقوله تعالى : فأَنزل اللهُ سَكِينَتَه على رسوله ما تَسْكُنُ به قلوبُهم . وتقول للوَقُور : عليه السُّكون والسَّكِينة ؛ أَنشد ابن بري لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي : للهِ قَبْرٌ غالَها ، ماذا يُجِنْنَ ، لقد أَجَنَّ سَكِينةً ووَقَارا وفي حديث الدَّفْع من عرفة : عليكم السَّكِينةَ والوَقارَ والتَّأَنِّي في الحركة والسير . وفي حديث الخروج إلى الصلاة : فلْيأْتِ وعليه السَّكِينة . وفي حديث زيد بن ثابت : كنت إلى جنب رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فغَشِيَتْه السَّكِينةُ ؛ يريد ما كان يَعْرِضُ له من السكون والغَيْبة عند نزول الوحي . وفي الحديث : ما كنا نُبْعِدُ أَن السَّكينة تَكَلَّمُ على لسانِ عُمَرَ ؛ قيل : هو من الوقار والسكون ، وقيل : الرحمة ، وقيل : أَراد السَّكِينَة التي ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز ، قيل في تفسيرها : إنها حيوان له وجه كوجه الإنسان مُجتَمِع ، وسائِرُها خَلْقٌ رَقِيقٌ كالريح والهواء ، وقيل : هي صُورة كالهِرَّة كانت معهم في جُيوشهم ، فإِذا ظهرت انهزم أَعداؤُهم ، وقيل : هي ما كانوا يسكنون إليه من الآيات التي أُعطيها موسى ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام ، قال : والأَشْبه بحديث عمر أَن يكون من الصورة المذكورة . وفي حديث علي ، رضي الله عنه ، وبناء الكعبة : فأَرسل الله إليه السَّكينة ؛ وهي ريح خَجُوجٌ أَي سريعة المَمَرِّ . والسَّكِّينة : لغة في السَّكينة ؛ عن أَبي زيد ، ولا نظير لها ولا يعلم في الكلام فَعِّيلة . والسِّكِّينةُ ، بالكسر : لغة عن الكسائي من تذكرة أَبي علي . وتَسَكَّنَ الرجل : من السَّكِينة والسَّكِّينة . وتركتهم على سَكِناتِهم ومَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ورَباعَتهم ورَبَعاتهم أَي على استقامتهم وحُسْن حالهم ، وقال ثعلب : على مساكنهم ، وفي المحكم : على مَنازلهم ، قال : وهذا هو الجيد لأَن الأَول لا يطابق فيه الاسم الخبر ، إذ المبتدأ اسم والخبر مصدر ، فافهم . وقالوا : تركنا الناسَ على مُصاباتهم أَي على طبقاتهم ومنازلهم . والسَّكِنة ، بكسر الكاف : مقرّ الرأْس من العنق ؛ وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو الطَّحَّان : بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه ، وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ بالنَّهْقِ وفي الحديث : أَنه ، قال يوم الفتح : اسْتَقِرُّوا على سَكِناتكم فقد انقطعت الهجرة أَي على مواضعكم وفي مسَاكنكم ، ويقال : واحدتها سَكِنة مثل مَكِنة ومَكِنات ، يعني أَن الله قد أَعز الإسلام ، وأَغنى عن الهجرة والفِرار عن الوطن خَوْفَ المشركين . ويقال : الناس على سَكِناتهم أَي على استقامتهم ؛ قال ابن بري : وقال زامِل بن مُصاد العَيْني : بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناته ، وطَعْنٍ كأَفواه المَزاد المُخَرَّ ؟
قال : وقال طُفَيل : بضرْبٍ يُزيل الهامَ عن سَكِناته ، ويَنْقَعُ من هامِ الرجال المُشَرَّ ؟
قال : وقال النابغة : بضربٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناته ، وطعن كإِيزاغِ المخاض الضَّوارب . والمِسْكينُ والمَسْكِين ؛ الأَخيرة نادرة لأَنه ليس في الكلام مَفْعيل : الذي لا شيء له ، وقيل : الذي لا شيء له يكفي عياله ، قال أَبو اسحق : المسكين الذي أَسْكَنه الفقرُ أَي قَلَّلَ حركتَه ، وهذا بعيد لأَن مِسْكيناً في معنى فاعل ، وقوله الذي أَسْكَنه الفقرُ يُخْرجه إلى معنى مفعول ، والفرق بين المِسْكين والفقير مذكور في موضعه ، وسنذكر منه هنا شيئاً ، وهو مِفْعيل من السكون ، مثل المِنْطيق من النُّطْق . قال ابن الأَنباري :، قال يونس الفقير أَحسن حالاً من المسكين ، والفقير الذي له بعض ما يُقيمه ، والمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير ، وهو قول ابن السكيت ؛ قال يونس : وقلت لأَعرابي أَفقير أَنت أَم مسكين ؟ فقال : لا والله بل مسكين ، فأَعلم أَنه أَسوأُ حالاً من الفقير ؛ واحتجوا على أَن المسكين أَسوأُ حالاً من الفقير بقول الراعي : أَما الفقيرُ الذي كانَتْ حَلوبَتُه وَفْق العِيال ، فلم يُترَك له سَبَدُ فأَثبت أَن للفقير حَلوبة وجعلها وفْقاً لعياله ؛ قال : وقول مالك في هذا كقول يونس . وروي عن الأَصمعي أَنه ، قال : المسكين أَحسن حالاً من الفقير ، واليه ذهب أَحمد بن عُبَيْد ، قال : وهو القول الصحيح عندنا لأَن الله تعال ؟
قال : أَمَّا السَّفِينة فكانت لمساكين ؛ فأَخبر أَنهم مساكين وأَن لهم سَفينة تُساوي جُمْلة ، وقال للفقراء الذين أُحصِروا في سبيل الله لا يستطيعون ضَرْباً في الأَرض : يَحْسَبهم الجاهلُ أَغنياءَ من التَّعَفُّف تعْرفهم بسِيماهم لا يَسْأَلون الناس إلحافاً ؛ فهذه الحال التي أَخبر بها عن الفقراء هي دون الحال التي أَخبر بها عن المساكين . قال ابن بري : وإلى هذا القول ذهب عليُّ بن حمزة الأَصبهاني اللغوي ، ويَرى أَنه الصواب وما سواه خطأٌ ، واستدل على ذلك بقوله : مِسْكيناً ذا مَتربةٍ ؛ فأَكد عز وجل سُوءَ حاله بصفة الفقر لأَن المَتْربَة الفقر ، ولا يؤكد الشيءِ إلا بما هو أَوكد منه ، واستدل على ذلك بقوله عز وجل : أَما السفينة فكانت لمساكينَ يَعْمَلون في البحر ؛ فأَثبت أَن لهم سفينة يعملون عليها في البحر ؛ واستدل أَيضاً بقول الراجز : هَلْ لَكَ في أَجْرٍ عَظِيمٍ تُؤْجَرُهْ ، تُغِيثُ مِسْكيناً قليلاً عَسْكَرُهْ ، عَشْرُ شِياهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ ، قد حَدَّثَ النَّفْسَ بِمَصْرٍ يَحْضُرُهْ . فأَثبت أَن له عشر شياه ، وأَراد بقوله عسكره غنمه وأَنها قليلة ، واستدل أَيضاً ببيت الراعي وزعم أَنه أَعدل شاهد على صحة ذلك ؛ وهو قوله : أَما الفقيرُ الذي كانت حَلوبَتُه لأَنه ، قال : أَما الفقير الذي كانت حَلوبتُه ولم يقل الذي حلوبته ، وقال : فلم يُترك له سَبَدٌ ، فأَعلمك أَنه كانت له حَلوبة تَقُوت عياله ، ومن كانت هذه حاله فليس بفقير ولكن مسكين ، ثم أَعلمك أَنها أُخِذَتْ منه فصار إذ ذاك فقيراً ، يعني ابنُ حمْزة بهذا القول أَن الشاعر لم يُثْبِتْ أَن للفقير حلوبة لأَنه ، قال : الذي كانت حلوبته ، ولم يقل الذي حلوبته ، وهذا كما تقول أَما الفقير الذي كان له مال وثرْوة فإِنه لم يُترَكْ له سَبَدٌ ، فلم يُثْبت بهذا أَن للفقير مالاً وثرْوَة ، وإنما أَثبَت سُوءَ حاله الذي به صارفقيراً ، بعد أَن كان ذا مال وثروة ، وكذلك يكون المعنى في قوله : أَما الفقير الذي كانت حلوبته . أَنه أَثبت فقره لعدم حَلوبته بعد أَن كان مسكيناً قبل عدم حَلوبته ، ولم يُرِد أَنه فقير مع وجودها فإِن ذلك لا يصح كما لا يصح أَن يكون للفقير مال وثروة في قولك : أَما الفقير الذي كان له مال وثروة ، لأَنه لا يكون فقيراً مع ثروته وماله فحصل بهذا أَن الفقير في البيت هو الذي لم يُتركْ له سَبَدٌ بأَخذ حلوبته ، وكان قبل أَخذ حلوبته مسكيناً لأَن من كانت له حلوبة فليس فقيراً ، لأَنه قد أَثبت أَن الفقير الذي لم يُترَكْ له سَبَدٌ ، وإذا لم يكن فقيراً فهو إمّا غني وإما مسكين ، ومن له حلوبة واحدة فليس بغنيّ ، وإذا لم يكن غنيّاً لم يبق إلاّ أَن يكون فقيراً أَو مسكيناً ، ولا يصح أَن يكون فقيراً على ما تقدّم ذكره ، فلم يبقَ أَن يكون إلا مسكيناً ، فثبت بهذا أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير ؛ قال علي بن حمزة : ولذلك بدأَ الله تعالى بالفقير قبل من تستحق الصّدقة من المسكين وغيره ، وأَنت إذا تأَملت قوله تعالى : إنما الصدَقاتُ للفقراء والمساكين ، وجدته سبحانه قد رتبهم فجعل الثاني أَصلح حالاً من الأَول ، والثالث أَصلح حالاً من الثاني ، وكذلك الرابع والخامس والسادس والسابع والثامن ، قال : ومما يدلك على أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير أَن العرب قد تسمت به ولم تتسمّ بفقيرلتناهي الفقر في سوء الحال ، أَلا ترى أَنهم ، قالوا تَمَسْكَن الرجل فَبَنَوْا منه فعلاً على معنى التشبيه بالمسكين في زِيِّه ، ولم يفعلوا ذلك في الفقير إذ كانت حاله لا يَتَزَيّا بها أَحدٌ ؟، قال : ولهذا رَغِبَ الأَعرابيُّ الذي سأَله يونس عن اسم الفقير لتناهيه في سوء الحال ، فآثر التسمية بالمَسْكَنة أَو أَراد أَنه ذليل لبعده عن قومه ووطنه ، قال : ولا أَظنه أَراد إلا ذلك ، ووافق قولُ الأَصمعي وابن حمزة في هذا قولَ الشافعي ؛ وقال قتادة : الفقير الذي به زَمانة ، والمِسْكين الصحيح المحتاج . وقال زيادة الله بن أَحمد : الفقير القاعد في بيته لا يسأَل ، والمسكين الذي يسأَل ، فمن ههنا ذهب من ذهب إلى أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه يسأَل فيُعْطَى ، والفقير لا يسأَل ولا يُشْعَرُ به فيُعْطَى للزومه بيته أَو لامتناع سؤاله ، فهو يَتَقَنَّع بأَيْسَرِ شيءِ كالذي يتقوَّت في يومه بالتمرة والتمرتين ونحو ذلك ولا يسأَل محافظة على ماء وجهه وإراقته عند السؤال ، فحاله إذاً أَشدَّ من حال المسكين الذي لا يَعْدَمُ من يعطيه ، ويشهد بصحة ذلك قوله ، صلى الله عليه وسلم : ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللُّقْمةُ واللُّقْمتانِ ، وإنما المسكين الذي لا يسأَل ولا يُفْطَنُ له فيُعْطَى ، فأَعْلَمَ أَن الذي لا يسأَل أَسوأُ حالاً من السائل ، وإذا ثبت أََن الفقير هو الذي لا يسأَل وأَن المسكين هو السائل فالمسكين إذاً أَصلح حالاً من الفقير ، والفقير أَشدّ منه فاقة وضرّاً ، إلاَّ أن الفقير أَشرف نفساً من المسكين لعدم الخضوع الذي في المسكين ، لأَن المسكين قد جمع فقراً ومسكنة ، فحاله في هذا أَسوأُ حالاً من الفقر ، ولهذا ، قال ، صلى الله عليه وسلم : ليس المسكين ( الحديث ) فأَبانَ أَن لفظة المسكين في استعمال الناس أَشدّ قُبحاً من لفظة الفقير ، وكان الأَولى بهذه اللفظة أَن تكون لمن لا يسأَل لذل الفقر الذي أَصابه ، فلفظة المسكين من هذه الجهة أَشد بؤساً من لفظة الفقير ، وإن كان حال الفقير في القلة والفاقة أَشد من حال المسكين ، وأَصل المسكين في اللغة الخاضع ، وأَصل الفقير المحتاج ، ولهذا ، قال ، صلى الله عليه وسلم : اللهم أَحْيِني مِسْكيناً وأَمِتْني مسكيناً واحْشُرْني في زُمْرةِ المساكين ؛ أَراد به التواضع والإِخْبات وأَن لا يكون من الجبارين المتكبرين أَي خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر ، وليس يراد بالمسكين هنا الفقير المحتاج . قال محمد بن المكرّم : وقد استعاذ سيدنا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، من الفقر ؛ قال : وقد يمكن أَن يكون من هذا قوله سبحانه حكايةً عن الخِضْرِ ، عليه السلام : أَما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر ، فسماهم مساكين لخضوعهم وذلهم من جَوْرِ الملك الذي يأْخذ كل سفينة وجدها في البحر غَصْباً ، وقد يكون المسكين مُقِلاًّ ومُكْثِراً ، إذ الأَصل في المسكين أَنه من المَسْكَنة ، وهو الخضوع والذل ، ولهذا وصف الله المسكين بالفقر لما أَراد أَن يُعْلِمَ أَن خضوعه لفقر لا لأَمر غيره بقوله عز وجل : يتيماً ذا مَقْرَبةٍ أَو مِسكيناً ذا مَتْرَبَةٍ ؛ والمَتْرَبةُ : الفقر ، وفي هذا حجة لمن جعل المسكين أَسوأَ حالاً لقوله ذا مَتْرَبة ، وهو الذي لَصِقَ بالتراب لشدَّة فقره ، وفيه أَيضاً حجة لمن جعل المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه أَكد حاله بالفقر ، ولا يؤكَّد الشيء إلا بما هو أَوكد منه . قال ابن الأَثير : وقد تكرر ذكر المِسْكين والمَساكين والمَسْكَنة والتَّمَسْكُنِ ، قال : وكلها يَدُورُ معناها على الخضوع والذِّلَّة وقلة المال والحال السيئة ، واسْتَكانَ إذا خضع . والمَسْكَنة : فَقْرُ النفس . وتَمَسْكَنَ إذا تَشَبَّه بالمساكين ، وهم جمع المِسْكين ، وهو الذي لا شيء له ، وقيل : هو الذي له بعض الشيء ، قال : وقد تقع المَسْكَنة على الضَّعف ؛ ومنه حديث قَيْلة :، قال لها صَدَقَت المِسْكِينةُ ؛ أَراد الضِّعف ولم يرد الفقر . قال سيبويه : المِسْكين من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها ، تقول : مررت به المِسْكين ، تنصبه على أَعني ، وقد يجوز الجرّ على البدل ، والرفع على إضمار هو ، وفيه معنى الترحم مع ذلك ، كما أَن رحمةُ الله عليه وإن كان لفظه لفظ الخبر فمعناه معنى الدعاء ؛
قال : وكان يونس يقول مررت به المسكينَ ، على الحال ، ويتوهم سقوط الأَلف واللام ، وهذا خطأٌ لأَنه لا يجوز أَن يكون حالاً وفيه الأَلف واللام ، ولو قلت هذا لقلت مررت بعبد الله الظريفَ تريد ظريفاً ، ولكن إنْ شئت حملته على الفعل كأَنه ، قال لقيت المسكين ، لأَنه إذا ، قال مررت به فكأَنه ، قال لقيته ، وحكي أَيضاً : إنه المسكينُ أَحْمَقُ وتقديرُه : إنه أَحمق ، وقوله المسكينُ أَي هو المسكينُ ، وذلك اعتراضٌ بين اسم إن وخبرها ، والأُنثى مِسْكينة ؛ قال سيبويه : شبهت بفقيرة حيث لم تكن في معنى الإِكْثار ، وقد جاء مِسْكين أَيضاً للأُنثى ؛ قال تأَبط شرّاً : قد أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ ، كفَرْجِ خَرْقاءَ وَسْطَ الدارِ مِسْكينِ عنى بالفرج ما انشق من ثيابها ، والجمع مَساكين ، وإن شئت قلت مِسْكينون كما تقول فقيرون ؛ قال أَبو الحسن : يعني أَن مِفْعيلاً يقع للمذكر والمؤنث بلفظ واحد نحو مِحْضِير ومِئْشير ، وإنما يكون ذلك ما دامت الصيغة للمبالغة ، فلما ، قالوا مِسْكينة يعنون المؤنث ولم يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة ، ولذلك ساغ جمع مذكره بالواو والنون . وقوم مَساكينُ ومِسْكِينون أَيضاً ، وإنما ، قالوا ذلك من حيث قيل للإناث مِسْكينات لأَجل دخول الهاء ، والاسم المَسْكَنة . الليث : المَسْكَنة مصدر فِعْل المِسْكين ، وإذا اشتقوا منه فعلاً ، قالوا تَمَسْكَنَ الرجلُ أَي صار مِسكيناً . ويقال : أَسْكَنه الله وأَسْكَنَ جَوْفَه أَي جعله مِسْكيناً . قال الجوهري : المسكين الفقير ، وقد يكون بمعنى الذِّلَّة والضعف . يقال : تَسَكَّن الرجل وتَمَسْكَن ، كم ؟
قالوا تَمَدْرَعَ وتَمَنْدَلَ من المِدْرَعَة والمِنْديل ، على تَمَفْعَل ، ، قال : وهو شاذ ، وقياسه تَسَكَّنَ وتَدرَّعَ مثل تشَجَّع وتحَلَّم . وسَكَن الرجلُ وأَسْكَن وتمَسْكَنَ إذا صار مِسكيناً ، أَثبتوا الزائد ، كما ، قالوا تَمَدْرَع في المِدرعة . قال اللحياني : تَسَكَّن كتَمَسْكَن ، وأَصبح القومُ مُسْكِنين أَي ذوي مَسْكنة . وحكي : ما كان مسكيناً وما كنت مسكيناً ولقد أَسكَنْتُ . وتمسكَنَ لربه : تضَرَّع ؛ عن اللحياني ، وهو من ذلك . وتمسكن إذا خضع لله . والمَسْكَنة : الذِّلَّة . وفي الحديث عن النبي ، صلى الله عليه وسلم ، أَنه ، قال للمصلي : تَبْأَسُ وتمسْكَنُ وتُقْنِع يديك ؛ وقوله تمسْكَنُ أَي تذَلَّل وتَخْضَع ، وهو تَمَفْعَل من السكون ؛ وقال القتيبي : أَصل الحرف السُّكون ، والمَسْكَنة مَفْعلة منه ، وكان القياس تسَكَّن ، وهو الأَكثر الأَفصح إلا أَنه جاءَ في هذا الحرف تَمَفْعَل ، ومثله تمَدْرَع وأَصله تَدرَّع ؛ وقال سيبويه : كل ميم كانت في أَول حرف فهي مزيدة إلا ميم مِعْزى وميم مَعَدٍّ ، تقول : تمَعْدَد ، وميم مَنْجَنِيق وميم مَأْجَج وميم مَهْدَد ؛ قال أَبو منصور : وهذا فيما جاء على بناء مَفْعَل أَو مِفْعَل أَو مِفْعيل ، فأَما ما جاء على بناء فَعْلٍ أَو فِعالٍ فالميم تكون أَصلية مثل المَهْدِ والمِهاد والمَرَد وما أَشبهه . وحكى الكسائي عن بعض بني أَسد : المَسْكين ، بفتح الميم ، المِسْكين . والمِسْكينة : اسم مدينة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، قال ابن سيده : لا أَدري لمَ سميت بذلك إلا أَن يكون لفقدها النبي ، صلى الله عليه وسلم . واستَكان الرجل : خَضَع وذلَّ ، وهو افتَعَل من المَسْكَنة ، أُشبعت حركة عينه فجاءت أَلفاً . وفي التنزيل العزيز : فما استَكانوا لربهم ؛ وهذا نادر ، وقوله : فما استكانوا لربهم ؛ أَي فما خضعوا ، كان في الأَصل فما استَكَنُوا فمدّت فتحة الكاف بأَلف كقوله : لها مَتْنتان خَظانا ، أَراد خَظَتا فمدّ فتحة الظاء بأَلف . يقال : سَكَنَ وأَسكَنَ واسْتَكَنَ وتَمَسْكَنَ واسْتَكان أَي خضع وذل . وفي حديث توبة كعب : أَما صاحباي فاستَكانا وقَعَدا في بيوتهما أَي خضعا وذلاَّ . والاسْتِكانة : اسْتِفْعال من السُّكون ؛ قال ابن سيده : وأَكثر ما جاءَ إشباع حركة العين في الشعر كقوله يَنْباعُ من ذفرى غَضُوب أَي يَنَبَع ، مدّت فتحة الباء بأَلف ، وكقوله : أَدْنو فأَنظُورُ ، وجعله أَبو علي الفارسي من الكَيْنِ الذي هو لحم باطن الفرج لأَن الخاضع الذليل خفيّ ، فشبهه بذلك لأَنه أَخفى ما يكون من الإنسان ، وهو يتعدى بحرف الجرّ ودونه ؛ قال كثيِّر عزة : فما وَجدوا فيك ابنَ مَرْوان سَقْطةً ، ولا جَهْلةً في مازِقٍ تَسْتَكِينُها الزجاج في قوله تعالى : وصَلِّ عليهم إن صلاتك سَكَن لهم ؛ أَي يَسْكُنون بها . والسَّكُون ، بالفتح : حيّ من اليمن . والسَّكون : موضع ، وكذلك مَسْكِنٌ ، بكسر الكاف ، وقيل : موضع من أَرض الكوفة ؛ قال الشاعر : إنَّ الرَّزِيَّة ، يَوْمَ مَسْكِنَ ، والمُصِيبةَ والفَجيعه . جعله اسماً للبقعة فلم يصرفه . وأَما المُسْكان ، بمعنى العَرَبون ، فهو فُعْلال ، والميم أَصلية ، وجمعه المَساكين ؛ قاله ابن الأَعرابي . ابن شميل : تغطية الوجه عند النوم سُكْنة كأَنه يأْمن الوحشة ، وفلان بنُ السَّكَن . قال الجوهري : وكان الأَصمعي يقوله بجزم الكاف ؛ قال ابن بري :، قال ابن حبيب يقال سَكَنٌ وسَكْنٌ ؛ قال جرير في الإسكان : ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّني ، وعَمْرو بنُ عَفْرا ، لا سلامَ على عمرو وسَكْنٌ وسُكَنٌ وسُكَينٌ : أَسماء . وسُكَينٌ : اسم موضع ؛ قال النابغة : وعلى الرُّمَيْثة من سُكَينٍ حاضرٌ ، وعلى الدُّثَيْنةِ من بني سَيَّارِ . وسُكَينٌ ، مصغر : حيّ من العرب في شعر النابغة الذُّبياني . قال ابن بري : يعني هذا البيت : وعلى الرُّميثة من سُكين . وسُكَيْنة : بنت الحُسَين بن علي ، عليهم السلام ، والطُّرَّة السُّكَيْنِيَّة منسوبة إليها . "